الخميس، 3 مارس 2016

القاتل المتخفى





نظرت إليه بعيون  ضبابية مغرورقة بالدموع تكاد لاتراه من كثرة بكائها....وقالت لة بتوسل انظر إلى...فقال لها بلامبالة بدون إن يلامس طرف عينها....فجرحها بنظراتة قبل عبراتة...واسترسل بكلام جارح  يخترق قلبها كالأسهم تخرج وتدخل مرارا وتكرارا....وتركها من خلفه حطاما وحيدة لا تقوى على النسيان  يسيل من قلبها دماء الحزن والياس والقهر ....وترك صدى كلماته بداخلها يقتلها مائة مرة بدون توقف.....ولم يرحمها...فصار اهون عليها لو قتلها بسكين حتى يذهب المها .....

مشهد حزين بائس يتكرر امامنا يوميا بصورة أو باخرى...ونجد انفسنا وقعنا في فخه بدون أن نشعر....
مع أطفالنا نقتلهم بتسلطنا و اوامرنا...مع ازواجنا نقتلهم بتعنتنا وتجهمناوالنقد اللاذع الجارح...مع أهلنا...مع جيراننا...حتى مع انفسنا نقتلها بجلد الذات.....عبارة ظل والدى يعلمها لنا (فكر قبل ماتتكلم).......
ا لم تعلموا قول ربي عز وجل
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)
[سورة إبراهيم الآية:24-27]

في بعض الأحاديث الشريفة:
((الكلمة الطيبة صدقة))
[أخرجه مسلم وابن خزيمة في صحيحه عن أبي هريرة]
((إن الرجل ليتكلم بالكلمة -من رضوان الله تعالى-, يرقى بها إلى أعلى عليين, وإن الرجل ليتكلم بالكلمة -من سخط الله تعالى-, يهوي بها إلى أسفل سافلين))
[ورد في الأثر]
البطولة أن تعد كلامك من عملك, فالكلمة الطيبة صدقة, والكلمة الخبيثة يهوي بها الإنسان إلى أسفل سافلين
أحياناً الإنسان يدخل إلى بيت صغير جداً, يتكلم كلاماً فيه ازدراء لهذا البيت, تكون الزوجة على وفاق مع زوجها, وهناك مودة, و وئام, و محبة, هذا التعليق على هذا البيت الصغير أزعج الزوجة, فلما جاءزوجها , تجهمت في وجهه, وانقلب هذا البيت من بيت فيه سعادة إلى بيت فيه خصام, كلمة تكلمها.
الكلمة الطيبة صدقة, ترقى بها إلى أعلى عليين, والكلمة الخبيثة إساءة كبيرة جداً, يهوي بها إلى أسفل سافلين: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة -من سخط الله تعالى-, يهوي بها إلى أسفل سافلين".
حروف بسيطة تنطق دون تفكر فتحيي بها من شئت اوتميته ميتة بطيئة ...تتركه حتى ينزف فتخر روحه ولا يبقي منها شيئا ؟
فالاسلام أمرنا بالكلم الطيب أو الصمت قال الله تعالى :
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} 
فاطر10)
كما أمرنا الرسول "امسك عليك لسانك"...."فليقل خيرا أو ليصمت"
أوامر عديدة في مواضع مختلفة تحمل نفس المعنى وتحثنا على نفس الصفة "الكلمة الطيب"فهناك أناس يزلون انفسهم بكلامهم....واخرون يعزونها بصمتهم...فللصمت هيبة ينزعها الجدال.ولا يضاهيها كثر الكلام...
فاثروا لأنفسكم اثر طيب في نفوسكم ونفوس محبيكم تؤجرون

دمتم سالمين غانمين بالكلمة الطيبة متفوهين :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق