الخميس، 3 مارس 2022

 


راق لي اليوم أن أدعوك بغاليتي كسابق عهدنا قبل بشرى ،

 حينها لم أكن استسيغ اسمك في العالم الافتراضي ،وما اعتدت اسمك الحقيقي بعد ،فركنت إلي شعوري نحوك ، وهكذا كنت ومازلت غاليتي... حتى ينام القمر

بطبيعة الحال لن أسألك عن حالك لأني أقف عليه و أعرف منه المقدار الذي ترضين، ولا يساورني ذرة فضول لمزيد.

كما وأني لست على يقين أن رسالتي تلك ستصلك  ،و على الرغم من ذلك غلبتني رغبتي بالكتابة لك ،ربما تكون رغبة إختبار تجربة ساعي البريد الإلكتروني بعد أن إختبرت معك من قبل ساعي البريد الذي طواه عصر مواقع التواصل.

دعيني أخبرك غاليتي بمفارقة عجيبة ،بالأمس صغيرتي وصفت كل هذا بالهراء والعبث ،قالت أن الوتيرة المتلاحقة للحياة التهمت طاقة القراءة والكتابة لدى البشر ،وأنها على سبيل المثال تصاب بالغثيان في حال أرغمتها على قراءة خاطرة أو نص ،هي تدعي أن هذا حال جيل بالكامل ،و برهنت على تلك الوكسة وقالت.. يا أمي أثناء المحادثة نحن نستبدل مقطع صوتي بالكامل مكون من مجموعة حروف برقم يفي بالغرض ،اما أنتم معشر الكتاب تتخذون للمعنى ألف كلمة إلا كلمة..!

لنا الله ...

ما علينا.... دعينا غاليتي منهم ومن تعجلهم  المقيت فتلك العجلة حقيقة لا تليق بنا ،نحن أتباع فنجان القهوة، نحن من يغرينا الخريف بوريقات برتقالية ،نحن من لنا إلهام في موجة بحر و سحابة عابرة و تغريد حسون ،نحن من إذا راق لنا الصمت يؤنسنا القمر ،و إذا ما فاضت منا الروح  نسهب للنجوم.

هل أخبرتك غاليتي  أن نافذتي الجديدة سكنتها يمامة جديدة ..!؟ هي أيضا تقرؤك السلآم والمحبة.

أيضا أود أن أخبرك أن الجميع هنا بخير _أو هذا ما أود أن أصدق _ بعد كل ما اجتاحنا من زلازل و براكين و أعاصير ، البعض هنا فقد حاسة أو أكثر والبعض الآخر أصابه العرج ، لا بأس ..هكذا أخبرني صغيري  ،قال أني فقط أعاني من بعض خلط فالمفاهيم ،و قصور فالرؤية ،عدى عن ذلك فالأمر مستتب ولله الحمد.

أخيرا وليس آخرا غاليتي... قد علمت بما لا يدع مجالا للشك ،أن ما عندنا ينفد ،وما عند الله باق ، كله كله غاليتي ينفد ،الفوز والخسارة ،المؤازرة و الخذلان ، الحب و الكره ، الإقبال والنفور ،الشهامة و الخسة ،الإنصاف و القهر ، العدل و الظلم ،العجز و القدرة ، الذل و الشموخ ، الإشتهاء و الزهد...... كله مآله النفاد غاليتي.

صادق المحبة و الدعاء غاليتي و إلى لقاء آخر يجمعنا هنا او هناك.