السبت، 16 يناير 2016

ألعاب صغيرتي

 
 
ثمة أشياء لا تنتمي لأصحابها، بانفلاتته البطيئة و سريانه يوقع الزمان صك ملكية الأشياء و تبعيتها للمكان...
ليست فقط الأرض من تتشبث بنا و بالأشياء، حتى نحن نملك بداخلنا طاقة جذب للأرض، مهما حلقنا  بعيدا، حتما ولابد من عودة..!
هذا ما أيقنته عندما فتحت باب تلك الزاوية الشبه مهجورة ، شاهدت ألعابها ملقاة هناك، لم تجرأ يداي على التقاطهم، كم وددت لو احتضنتهم بين ذراعي، عل أشم بين ثناياهم ريحها آنذاك، تراءت بمخيلتي ببنيتها الضئيلة و قد سبلت شعرها فوق كتفها يتمايل مع قفزاتها يمينا و يسارا، و خصلات غرة شعرها  التي اخفت جبينها تماما، و سنا ضحكتها الهادئة الذي ينير قلبي و يبعث فيه الدفء ....
 مازالت طائرتها الورقية على حالها مكومة بالجدار كما وضعتها يدها الصغيرة- أو هكذا تمنى خيالي أن يرى- بالأمس فقط كانت تركض على الشاطئ ممسكة بالخيط ورأسها الى الأعلى تلاحقها بالسماء بعينيها الجوزية، فتتعثر وتسقط  ثم تنهض ضاحكة مبددة بعفوية عن وجهها بقايا الرمال ....
 نعم تلك دراجتها التي شهدت باكورة خطواتها و متعتها، مازال شريط شعرها الزهري كما ربطته أناملها بالجرس، و هنا طوقها و سطل جواريفها الذي شيدت به قلاعها الرملية ذات يوم...


هممت بحمل أغراض صغيرتي في رحلة العودة كما أوصت، لكن شيئا ما منعني، شيئا ما  حال بيني و بين حتى لمسهم على الرغم من شوقي لهم و لها حينها... شيئا ما بداخلي أخبرني أن تلك الأغراض ما عادت تتبع الصغيرة بل تتبع المكان..!
 
 
 
عندها....فارغة اليدين إلا من اعتمال الذكرى... أطفأت الأنوار و قرأت سلام صغيرتي على ألعابها، ثم أغلقت الباب خلفي و رحلت، حين أيقنت أنه قد وحد الزمان أغراض صغيرتي مع المكان، تشبث أحدهم بالأخر، فأصبح من غير الجائز فصلهما..!!!
 
 
نسرين