الجمعة، 23 أبريل 2021

 



ابدا ما دامت السماوات والارض، سيظل الراسخون اعينهم ترقب الساعات ،تتحين لحظة هدنة ،والسنتهم تلهج :ان ماذا بعد..!؟
هل زارك الموت؟
هل طرق يوما بابك؟
هل تقاطعت طرقاتكم ذات لحظة؟
ربما عندها تدفعه بعيدا وتكمل مشوارك دون توقف ولن تعيره أدنى انتباه او ربما تدس يدك في جيب معطفه العتيق الذي لا يبله الزمان.. تفتش داخله عن مآرب.. عندها دعني القي عليك من قلبي السلام، واهديك خالص الدعاء، عل السكينة تجاور روحك يوما ما يا مسكين... فلست بصدد الحديث عنك اليوم.
أتحدث عن اولئك الذين يصطدم الموت بتروس ساعتهم فيصيب عقاربها بالتوقف ليحل السكون ويعلو صوت الصمت فتتجمد الاشياء من حولهم
فترى الكون فيك ومن حولك ،كمدينة مسحورة لمستها عصاة سحرية ،سرقت منها النبض وتركتها على حالها
تلك اللحظات هي بمثابة هدنة او استراحة محارب للبعض
هي ولادة لحالة صوفية ..تستقر في الوجدان_ ولو لم تكن عقيدة_ فهي شعور نقي بريء من اي غريزة ،شعور ممتلئ بالنور والطهر و القناعة والرضا والزهد وكل ما هو ابيض يضوع منه المسك
هي فلك كفت اجرامه عن الحركة ان جاز التصور ،في تلك اللحظة بالتحديد يحدث ان تلتقي المواسم، كأن تغتسل زهور حزيران بامطار كانون .. لم لا وقد سكنت الحركة فلا صدام ولا دفع ولا جذب
هي شق في جدار الزمن التليد، يلتقي عندها كلا من الماضي والحاضر متجردين من كل شيء، عندها يا رعاكم الله حقيقة لست ادري ..يا لهول المشهد ... ترى هل نسترسل في ازالة شوقنا للماضي ،نشم روائحه المنسية، نلتقي مبسم بمبسم، ننعش الذاكرة بملامح ضافت عليها السنين خطوط، نلمس تجاويف لم يكن عهدنا بها هنا ...ام نتعجل في قبلات الوداع و نكتب بنود وصية لحقب قادمة و نلوح بكفوف الرحيل مستودعينهم امانة الله ...فالحقيقة لست على يقين إن كان سيسعفنا الوقت ام كعادته عجول، لن يلبث الا وقد رأب الجدار ...واخذت الاجرام مواقعها بقمة الاستعداد لتمارس دورانها المعتاد في الفلك ... و دارت عقارب الساعة من جديد لتعلن للكون اجمع ....ان يا عباد الله .....اسمعوا و عوا والحاضر يعلم الغائب (ما قد جرى ما هو الا ناموس الكون ،هو حكمة الله في خلقه، و الموت ما هو الا سنة الحياة).
لا ينبغي ان تطول الهدنة عن كونها هدنة والا باتت علة عضال وشلل يستوجب العلاج
كما ان قصر الهدنة لن يسمح بتأمل المشهد كما ينبغي بالقدر الذي يسمح بالخروج منه بمكاسب حقيقية ولن يظهر مدى فداحة الاستغراق فالزيف على حساب الرشد.
من الحكمة ان نبتغي بين ذلك سبيلا ومن اوتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا