الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

قصة مثل العود أحمد

قصة - مثل - عربي -العود - أحمد -

العودُ أحمدُ


قصة المثل :


"العَوْدُ أحمدُ"، أي: أكْثَرُ حَمْداً، لأِنَّكَ لا تَعودُ إلى الشيءِ غالِباً إلاَّ بعدَ خِبْرَتِهِ،
أو معناهُ أنَّهُ إذا ابْتَدَأَ المعْروفَ جَلَبَ الْحَمْدَ لنفْسه، فإذا عاد كانَ أحمدَ أي: أكْسَبَ للحَمْدِ له،
أو هو أفْعَلُ من المفْعولِ، أي: الابْتِداءُمحمودٌ..

والعَوْدُ أحَقُّ بأن يَحْمَدوهُ، قاله خِداشُ بنُ حابِسٍ في الرَّبابِ لما خَطَبَها فَرَدَّهُ أبَواها..

فأضْرَبَ عنها زَماناً، ثم أقْبَلَ حتى انتهى إلى حِلَّتِهِمْ مُتَغَنِّياً بأبياتٍ منها:
ألا لَيْتَ شِعْرِي يا رَبابُ متى أرَى  لنا منْكِ نُجْحاً أو شِفاءً فأَشْتَفِي

فَسَمِعَتْ وحَفِظَتْ، وبَعَثَتْ إليه أنْ قد عرفتُ حاجَتَكَ، فاغْدُ خاطباً،
ثم قالت لأِمِّها: هلْ أُنْكَحُ إلاَّ مَنْ أهْوى، وألْتَحِفُ إلا مَنْ أرْضَى؟

قالت: لا، قالت: فأنْكِحينِي خداشاً..

قالت: مع قِلَّةِ ماله؟

 قالت: إذا جَمَعَ المال السَّيِّئُ الفعال فقُبْحاً للمال..

فأصْبحَ خِداشٌ، وسَلَّمَ عليهم، وقال:

(العَوْدُ أحْمَدْ، والمرأةُ تُرْشَدْ، والوِرْدُ يُحْمَدْ)

***

تجميع : نادية محمود العلي 


الخميس، 7 ديسمبر 2017

رجل في غيبوبة



رجل في غيبوبة 



كظلال الشّمس الأزليّة تطول وتقصر وتتلوّى مع انثناءات الأشياء رهينة الضّوء والوقت ،كأشباح الطّرقات الظّلماء بلا نهاية هائمة في المتاهات والتعرّجات ،تائهة روح ذلك الرّجل ،سابحة في برزخٍ مُرِجَ فيه بحرا الحياة والموت يلتقيان عند خطٍّ رفيع ولا يمتزجان ،تبحث عن جسدها الفاني لتجده ذاهلةً مستلقيا فوق السّرير الأبيض بلا  حراك تتدلّى الأنابيب وتتشابك داخلة وخارجة من جسده موصولة بالأجهزة الّتي ترصد بكلّ دقة النبضة والنفس وضغط الدّم وكلّ مؤشرات الحياة المعروفة ...

واستغرق الأمر منها برهة لتكتشف أنّ جسدها قد دخل في غيبوبة...

حيرى ومرعوبة تراقب قفصها الّذي تشابكت وتقاطعت فيه قضبان اللّحم والعظم وتصغي لأصوات الأطباء يؤكدون أنّ هذا الجسد المُكبّل بأصفاد الأنابيب والأجهزة الطبية  لا يشعر ولا يسمع ولا يرى ،وعندما ترمش عيناه وترتعش أصابعه لا تظنوه قد استجاب ،إنها حركات لا إراديّة ...

لم تلبث أن شعرت الرّوح الهائمة بالرّاحة وهي تتعرّف على وجوه الأهل والأحبّة تحدّق عيونهم في جسده ،تتأمّل الحياة والموت معا حُبسا في حلبة النزال وتُركا يتصارعان كفارسين في الوغى ..

ولكنّ هذه الرّاحة لم تدم طويلا وهي تسمع ابنته الكبرى -يتصاعد الشّرر من عينيها - موّجهة الاتهامات لزوجته الثانية :

-        تبّا لك ! أنت أيتها الأفعى ،أخذتِ أبانا منا واستحوذتِ عليه كالسّاحرة الشّمطاء ،لن تتخيلي الآن ماذا سأفعل بك ..

تصاعدت الأصوات الغاضبة وكادت تتشابك الأيدي الحانقة ،وكانت تتألّم روح الرّجل وتريد أن تصرخ أن تقول :

-        أنا هنا احترموني ،احترموا جسدي العاجز !

لكنْ عبثا تُحاول أن تُنطِقَ ذلك اللّسان وعبثا تُجاهِدُ أن تكسر تلك الأغلال ،وتألّمتْ وهي تسمعهم يهمسون عن الميراث والترِكة جازمين بموته...

أرادت روح الرّجل نادمةَ أن تدخل ثانية إلى جسدها ،هناك أمور عالقة عليها تداركها ، ودعوات لله عليها أن تدعوها ،وكلام مهمّ كثير يجب أن تقوله ،وتصرّفات كان عليها فعلها وأخرى لم يجب فعلها ،إنها عاجزة كذلك الجسد ،مغلولة حتى العنق ،مذبوحة حتى النّخاع، خرساء كالصّخر...


لم تستطع أن توقفهم وهم راحلون من المستشفى ولا أن تهمس في آذانهم حروفها العالقة بين تلك الشفتين،وكلّ ما رأته تلك الوجوه الغاضبة تبتعد كسراب على الدّرب ،وتلك الدّمعة تنحدر من زاوية الجفن وتسيل أعلى وجانب الوجنة ثم تذوي لتمتصّها وسادة الرّجل في الغيبوبة ،ّدون أن يلحظها أحد إلا ذلك الجهاز يعطي إشارة متعرّجة على شاشته ،ثم تَسكتُ كلّ علامات الرّجل الحيويّة بصمتٍ شديد يخفي في ثناياه عاصفة الموت،حاجبا الرؤية عن الرّوح التي اختفى جسدها في ضباب عارم ...   


****

بقلم : نادية محمود العلي  


الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

فأشمُ ريحٓكِ لولا تُفنّدون!,,, النص للكاتب" حسام مصطفى إبراهيم"

فأشمُ ريحٓكِ لولا تُفنّدون!,,, النص للكاتب" حسام مصطفى إبراهيم"

لماذا أتحدّثُ إليك الآن وبيننا ما بيننا؟
لأن كعوبي تعِبتْ من اللفِّ على القلوب واستجداء لحظةٍ حقيقية كالّتي لفّتنا ولم تَدُم، وبوصلتي تعطَّلتْ فلم تعد تشير إلا إليك، وكل ما يجري أمام عيني –دونكِ- يبدو هزليًا للغاية ومراوغًا لا يستحق عناء الانتباه إليه.
وَعيي حبُس في لحظةِ فراقنا، ومشاعري التفَّتْ حول نفسها في وضع الجنين -لتحميكِ داخلها وتضنّ عليّ بانتزاعكِ من قلبها مهما فعلتُ- في انتظار قيامةٍ مُحيية أو موتٍ كاملِ الرجولة يضع توقيعه على تصريح الدفن!
لا أنام ولا أصحو، لا أذهب ولا أجيء، لا أعيش ولا أموت... لقد توقفتُ في المنتصف من كل شيء، واستوطنتُ المساحةَ الرمادية التي لم يَرجع أحدٌ ممن أبحروا إليها قبلَا، ولم أعد أعرف كيف أنحاز.. كيف أفاضل.. كيف أخذ الخُطوة.. كيف..
في لحظات الألم.. أرفعُ رأسي للسماء، أحتضنُ المطرٓ مُغمضٓ العينين فأشمّ ريحٓكِ لولا تُفنّدون، هذه السحابات.. علّها تكون قد مرّت فوق رأسكِ لحظةً قبل أن تُنجب قطراتها، أفرشُكِ رملًا على شاطئ الوحدة، وأتمدد عليه عاريًا بلا حسابات، أبني قلاعًا وقصورًا وحفرًا عميقة أخبئ فيها ألعابي وهزائمي وخوفي من الذين يقتربون حتى تتلامس الأنفاسُ فتنعجن، ثم يبتعدون حتى يصبحوا شُهبا في سماء بعيدة غائمة بلا تليسكوب واحد لرصدها!
يغيضُ الماء في قلبي، فتتقافز أسماكُ حزني مَادةً خياشيمها لأقصى درجة، محاولةً الإمساك بآخر ذرة هواء مغادرة، لقد أيقنتْ من الموت لكنها لا تمانع في نَفَسٍ أخيرٍ وغالٍ يُذكِّرها كيف كان يمكنها منذ لحظات أن تنعم بما لم تعرف قيمته وقتها!
تقذفُ كلمةٌ عابرةٌ شجرةَ ذكرياتي، فتهتز وتسَّاقط مطرًا أسود يشوي الوجوه ويُحرق الزرع، فلا يبقى سوى يَبَسٍ وفراغ يتمدد حتى يُغلّف المشهد كله، وينزع عنه ألوانه، ويترك كل شيء –كقلبي- بالأبيض والأسود.
للوقتِ ثِقَلٌ حقيقي لا يُسعفني الصحاب/التسكع/الرمرمة/الغياب في حمله، ولا طعنه، ولا هدره،  فأستسلم –يومًا وراء يوم- لفكِّهِ أزرار حزني، زرا وراء زر، ومروره بعجلاته المسنونة على لحمي، وتركه كل هذه الوشوم التي تستيقظ ليلا لتهتف باسمك!
ماذا أريد؟
لا شيء.
أنت أكبرُ من قلبٍ واحدٍ وعمرٍ واحدٍ، وأبوابُ مودّتك الموصَدة لم تُخلق ليمرَّ منها شخصٌ واحد، ربّما.. في مساحة أخرى من السماح، يكون لي منك ما هو أعمق قليلا من التفاتة، وأحنّ من حضن، وأبقى من لمعة نجمة لقيت حتفها منذ عشرات السنين الضوئية...
ربما...
...
سافرتُ كثيرًا، ولم أصل إلى أي مكان، وقرأتُ كثيرًا ولم أقبض على شيء، فأقعيتُ تحت قدم اليأس، أقلِّمُ له أظافرَه، وأقرأ عليه وِرْدَ الفَقد والانتهاك، صرتُ كثقبٍ يتّسع كل يوم لمزيدٍ من الأحزان، أو كمِرآةٍ مزيّفة تمتصّ الضوء ولا تعكسه، فتترك الناظرَ إليها حائرًا خائرًا يتلمّس صورته في زجاجها بلا طائل!
أنا القويُ الخائرُ، المؤقّت الأزليُ، العليمُ الجاهلُ، الراغبُ النافرُ، المرعب الحنون، نحرتُ وجودي على مذبح غيابي، فاختلطَ رمادي بذرّاتِ ما لم يُخلَق بعد، فوقف كلانا على قمة هذا العالم لا يشتهي شيئا ولا يخاف شيئا، لأنه أدرك أنه كلُّ ما يستحق أن يحصل عليه.
...
ألفلفُ العالمَ سيجارةً، أضعُ طرفها في فمي وأُشعلها، ومع أوّل نَفَسٍ يخرج، تتقشّر حياتي عنّي، وينزّ الوجع مع اللذة، تنقرض المدن، تتحوصل المجرَّات، ويبدو كلُّ شيء كـ لا شيءٍ تمامًا تمامًا.
أُدخِّن الصحابَ، الفرصَ الضائعة، الحكايات، الشيفتات، الوقت، الخوفَ، الأمنيات، التاريخ، الوَلَعَ، التعلّق، العشمَ، اللهفة...
أُدخِّنني..
حتى أتبددَ..
زفرة.. تلو زفرة.

بقلم/ حسام مصطفى إبراهيم

الخميس، 2 نوفمبر 2017

قراءة حول رواية "موسم صيد الغزلان" للكاتب " أحمد مراد"



قراءة حول رواية "موسم صيد الغزلان"


*****


لسبب ما.... ليس كل ما أقرأ يستفزني و يحضني على الكتابة، لا الاعجاب ولا النفور ولا أي من العناصر الملموسة يمكنها أن تحركني و تثير شهيتي للثرثرة!
هنا و من جديد,,,, ثرثرة جديدة حول رواية جديدة للكاتب "أحمد مراد"
فجأة و على غيرالمعتاد منه مؤخرا، خرج علينا مراد و تصاحبه دار الشروق ذات صبيحة تشرينية باردة، برواية جديدة لم تتزامن مع بروبجندا ولم تنل ولو ذرة دعاية مسبقة تشفي شغف مريديه، اولئك الذين قتلهم الشوق لحرفه و فكره الذي في الأغلب يثير الزلازل و البراكين في الوسط الأدبي، و قد تستمر التوابع لزمن ليس بالقليل,,,
أيضا هناك شريحة عريضة بشوق لنصوص مراد، لكن ليس لتمجيده و ما إلى ذلك، لكن لتجديد وصمه بصفات على شاكلة متحرر، منفلت، كافر، مجنون .....!
الحقيقة ولن أكذب القول كنت واحدة من ملايين، انتظرت روايته القادمة بشغف غير مبرر بوضوح، و بمحاولة هزيلة مني لمعرفة سر هذا الشغف، كان نتاج التفكير : الفضول و حسب.
اهداني ضي عيني نسخة ورقية، أخرجها من حقيبته فور عودته من الجامعة، كانت عينه تترقب نظرة عيني التي لا يمكننا القول أنه لايتوقعها مسبقا...
بحماس طفولي سخيف، عبثا لطالما انتويت في قرارة نفسي تحاشيه فيما يدعى بالمرات المقبلة، سارعت في التقاط الرواية من يديه التي رفعها لحدود لم تطالها يدي، ربما لان طول صغيري فاق طولي منذ زمن، وربما لعجز في عضلات  خصري، كان من المستحيل امتشاق الرواية من بين انامله إن لم يسمح هو بذلك، تبا للعجز، متى و أينما كان لعنة الله عليه.
تأكدت عندها أن ملامح وجهي لا تتقن الابتسامة الهادئة عندما يتطلب الأمر ، إما تضحك عيني و تقهقه في مرح ابله غير محسوب، أو أنها يصيبها شلل فلا تصدر شيئا البتة، و دون ذلك يعد زيف مجتمعي لمواكبة الحدث....!
بخبث ناولني الصغير المتغطرس الرواية، بعدما تركني خامدة الحماس غاطسة في حضن أريكتي كقط بائس الح عليه عجزه ذات مطلب..!
كانت تلك ملابسات اقتنائي لرواية " موسم صيد الغزلان" للكاتب "أحمد مراد"
جائت الرواية في نسختها الورقية لتضم 333 ورقة، في ظني الشخصي لم تكن مصادفة بل عن تنسيق مسبق و متعمد من قبل الكاتب و لهدف صبياني ربما لا يعدو لفت الانتباه، فالرجل حقيقة و في العموم ليس إلا طفل كبير-قبلاتي لك يا جميلة-
جائت الرواية بلا اهداء أو مقدمة تقليدية أو فهرس .
الغلاف و الورق من الخامة المتواضعة ، بالتأكيد كان ذلك عنعمد حتى تخرج الرواية بتكلفة وربح يسمح لكل الفئات أن تقتنيها بيسر، و الحقيقة أن ثمن الرواية فعلا يعادل دجاجة متوسطة الحجم.
الغلاف لم يغفل عنصري الغموض و الابهار من حيث التصميم والألوان المعتمدة.
خمرية مرصعة بنمش شهي، ذات ثغر قرمزي و عيون ملفتة في زرقة بحر تحلق فوقه النوارس، يؤطر شقها الأيمن خصلات غجرية بلون ثغرها، غارقة في فضاء داكن بلون السواد,,,في الخلف و كما جرت العادة تم تدوين ملخص ترويجي عن الرواية والكاتب بقلم الدار رافقتهم صورة قديمة للكاتب من روايته السابقة....  كان هذا توصيفي للغلاف.
بالطبع نجح مراد  في التسويق للرواية رغم غياب التمهيد المسبق، فلم تخرج حتى شائعة واحدة تتنبأ بقرب موعد اصدار الرواية، كيف تمكن من هذا,, لست أدري...؟
أيضا عجزت عن معرفة الطريقة التي مكنته من التحكم في ايقاف تسريب الرواية بشكل الكتروني... ربما مسألة وقت ليس إلا..!
العنوان لم يخلو من الاثارة و فتح بداخلي تكهنات عدة عن ماهية الغزلان التي حل موسم صيدها في هذا التشرين تحديدا..!
حجم الرواية لم يتجاوز الكف مما سبب لي صعوبة في تصفحها.
خلال خمس ساعات على مدار سهرتين كنت قد انتهيت من قراءة الرواية.
صاحبتني الدهشة عموما أثناء القراء....- الدهشة لا تعني بالتحديد الاعجاب-
زارني الملل و عانيت من التكرار و المط قبل النهاية بمئة صفحة.
تعتريني رغبة بشعة اقاومها بكل ما أوتيت من حكمة لفض ستر الرواية، ارجع تلك الرغبة لشعور بالخيبة تملكني عندما وصلت ضفة الغلاف الخلفية..!
البداية كانت مع حكمة لفيلسوف عالمي..ترى لماذا لم يقتبس من عبارته الشخصية؛ وددت ذلك..!
الرواية بدأت باسلوب مبهم شيق يحتاج لبعض من تركيز، و ربما ثمة فقرات تتطلب من القارئ الاعادة.
اسلوبه في توصيف الزمان و المكان و الأشخاص جاء في منتهى الروعة كعادته، دارت أحداث الرواية في زمن المستقبل و صاحب الاحداث تعريف ببعض المصطلحات و التقنيات.
لم يكثر من الاستعارات و التشبيهات الأدبية و لم يكترث لفكرة زركشة الرواية بمفردات بليغة، و احتلت العامية نصيب الأسد في السرد و عرض الأفكار المحورية المتضمنة للرواية.
اصابني التيه أثناء قراءة بعض الحوارات بين شخصيات الرواية فاهتزت اليابسة من تحت قدمي، لكن سرعان ما تدركني جملة ما أوعبارة تساعدني في تمييز صاحبها و ترسو بذلك قدمي على ميناء أفكار كاتبنا المتلاطمة الموج.
لم يسترسل في وصف بطل الرواية"نديم" و ترك لخيال القارئ رسم ملامحه وتفاصيله، ربما ترك تلك التفصيلة حرة عن قصد ليترك مساحة من الحرية في حالة تجسيد الرواية بشكل سينمائي كما حدث معه أكثر من مرة .
في روايته السابقة خلط التاريخ بالخيال، و هنا كعادته تداخل الواقع مع الخيال، الحقائق الفيزيائية مع الهذيان، سيطر هذا الخلط على كتابته بالقدر الذي عجزت معه عن تمييز إن كان ما يخبرعنه حقيقة علمية أم محض عبث و خيال علمي.. وفي الحقيقة لا يثيرني الأمر بقدر تكبد عناء البحث و التقصي عنه..!
هري هري هري....-مصطلح عامية يعني هراء- رددتها كثيرا مؤخرا و الفضل يرجع لموسم صيد الغزلان التي من الغلاف للغلاف شعرت أن مراد تخمرت فكرة الرواية و أحداثها في تلافيف عقله أثناء قعدة حشيش ....( نعم,, أناعلى يقين.. دي دماغ حشيش و هذيان حشيش ، أعرفها جيدا..!)
امسكت خلسة بومضات مستنسخة من روايات سابقة للكاتب نفسه، و في الثلث الاخير هناك ورود صريح و بالعنوان لجزء من روايته قبل الاخيرة.
هناك غرور ملحوظ في شخصية الكاتب ربما يعود لنجاحاته السابقة، و هذا في ظني ما ارتكز إليه أثناء الترويج لروايته الجديدة، أظن أن هذا الغرور نذير شؤم و عليه أن يتدارك الوضع.
 هناك فقر في أحداث الرواية، وربما يمكن لمن قرأها بسهولة أن يختصرها في سطر واحد، جاء ذلك على حساب ثرثرة و ترويج لفكر لا يصعب علي البتة التنبأ بمردوده على المستوى المجتمعي .
في نظري أحمد مراد لا يحمل في روحه من تلك الأفكار والخواطر والادعاءات و لو ذرة يقين ، والهدف عموما هو اثارة الرأي العام بغرض التربح و الشهرة ليس أكثر.... أو هكذا تمنيت..!
شكل الأفكار و نغمة السرد جاء فج وقح عن عمد.
ربما... بل من الوارد بشكل واسع أن تنعصف فئة هشة مع الأفكار الواردة بالرواية، بالتالي أغلب الظن أن" موسم صيد الغزلان" ستحجب عن بعض بقاع الأرض التي ما زالت لا تعي بشكل جيد سمات العصر و لا تواكب التحصن من خطورته بالخطوات الصحيحة البنائة.
ناقش حقائق مثل الموت، الحياة، المعتقدات ، الغيبيات، تناسخ الأرواح عبرالزمن، كما صاحبتنا نظرية داروين للتطور و أيضا خاض في عالم الاحلام .
الجنس كان العنصر الحاضر بالحاح و الشاهد على كل صفحة طويتها في الرواية.
طرح منظورا مفزعا عن العلاقة الزوجية ... أخشى أنه بات الرائج مؤخرا لأسباب ربما أتناولها  بالكتابة لاحقا,,,,, وربما لا,,, من يدري....!؟
لبعض الوقت استفزتني أفكار البطل عن المرأة و رأيتها مهينة ،ثم هدأت عندما ربت على صدري و القيت في قرارة نفسي أنه من المستحيل أن تسكن تلك الافكار غير روح مريضة ونفسية مشوهة يتملكها مراهقة مزمنة، بالتالي عادت الاهانة في نظري لمتبني الأفكار..!
أي جزء فيك هو أنت؟
أي جزء من جسدك يعبر عنك؛ و إذا تم استأصاله أواستبداله نكون قد مسخناك؟
سؤال ورد بالرواية، راقني وسبحت في فكري شاردة باحثة عن اجابة ترضي عقلي.
رقم سبعة تزامن مع كل عملية احصاء,,,, لماذا يا ترى سبعة بالتحديد..!؟
الدعاء... الدعاء....... الدعاء ؟
تخلل الرواية نصائح في شكل نقاط منفصلة.
نحلم الآن بمن نشغل حيزا من تفكيرهم، و يحدث أن ينتابنا الآرق و نبيت ليلة يجافينا النوم لاننا اسرى حلم أحدهم... كانت تلك نظرية قرأت عنها ذات يوم و تذكرتها هنا مع موسم صيد الغزلان و إن لم ترد على نفس السياق.
أثناء تصفح الرواية شعرت بتشابه بينها و بين فيلم قديم لا امل مشاهدته مهما زاد التكرار، كان ذلك رغم غياب النقاط المشتركة التي تربط بينهما.
 Eternal Sunshine of the Spotless Mind
في نهاية الرواية وبعد أجواء الاثارة والتشويق و الحبكة،انحلت العقدة بشكل ساذج، انسابت التبريرات بشكل افتقر للمنطقية و الحرفية، و كأنه في لجنة اختبار و في غضون لحظات سيتم ترك القلم ، فقرر أن يلفق أي نهاية  والسلام قبل سحب الورقة، فجاءت الخاتمة سطحية و فيها إستهانة بعِشرة دامت 333 صفحة تحملت خلالها من الهذيان و الأفكار الفجة و الجنس في امقت تجلياته و صوره،,,,,, تحملت الكثير و الكثير حقيقة .

 صبت الحقائق التي تفسر سير الأحداث فوق رأسي كصب الماء المثلج، صبة واحدة بلا هوادة ولا مقدمات،صبة واحدة شهقت معها شهقة الفقد لا الانبهار، صبة أورثني ذلك الشعور بالحقد  و الغضب، صبة زرعت الثأر بصدري نحو مراد شخصيا، و تركت في نفسي شعورا قويا بالخيبة، خيبة تمنيت معها لو أن أحدهم يقايضني بدجاجة و لو نحيلة في مقابل " موسم صيد الغزلان" ..!!! 


نسرين 

الاثنين، 9 أكتوبر 2017

وجوه


وجوه



اليوم الأوّل لي في النادي ...
ورغم تفاوتِ الأجسام التي أراها ، إلا أنّ الوجوه بدت مألوفة ...
 وجوه كانت معي في محطات حياتي،وأكاد أقسم أنها تتكرر في كل مرحلة : ابتدائي ،متوسط ،ثانوي ،جامعة ،مكان العمل،جيران جدد وفي معظم التجمعات ...

 وراودني شعور بالاجترار وكأنّ الحياة  تجترّنا مرارا وتكرارا ، وفي لحظاتٍ مبهمة نبدو أننا نجترّ حياةً بدت لوهلة أننا قد عشناها، ووجوها مررنا بها يوما ، وآلامًا قاسيناها ،وأفراحًا راقصناها ، ونهمس ونحن مستغربين :

- كأنّ هذه اللحظات قد عشناها سابقا !

هذا الوجه يشبه وجه رفيقتي "نهلة" في الابتدائي بسمرته الصافية وغمازة تُزيّن الوجنة ...

وهذا يشبه وجه صاحبتي "كوكب" بصفاء بياضه وعيونه المشقوقة وامتلاء الوجنتين حتى تكادا أن  تنضحا منه ..

هذا الوجه الذي تتسابق عيناه قبل شفتاه في الابتسام  ...اممم ...يذكرني بوجه جارتنا "أم مالك" عندما كنت صغيرة ...

وذاك بملامحه الحادة يشبه ابنة جارتنا "ميّادة" ،كنا نلعب صغارا ...

تلك تشبه أختي تبتسم لي ثم تهرب نظراتها ...

 وهذه تبتسم لي بودٍّ وتنظر إلي نظرات خاطفة مترددة ،كأنها تعرفني ،وجهها بدا تماما كوجه معلمة اللغة في المتوسط ..

الغريب أن أكثر الوجوه التي نتذكرها بوضوح هي أقدمها !

والأغرب أنه من بين كلّ الوجوه ومن اللا شعور انتقتني وانتقيتُها، كما لو كان الأمر تقاطع أقدار ، حيث اقتربتْ مبتسمة تسألني :هل أعرفك  ؟ لقد رأيتك سابقا في مكان ما ؟

وبدأت تُعدِّدُ الأماكن أو الأناس الذين من الممكن أن تكون قد قابلتني فيها أو عندهم ، ولكن لم يكن أيّ منها أو منهم  ...

وصرنا صديقتين بكل سهولة وبسرعة استرعت استغراب ابنتي وعائلتي ، وتبادلنا الزيارات وقصصّ الحياة بهمومها وأفراحها وآمالها  ...

 ولكن ...مهلا ...

 وأنا مذهولة تماما -وتبدو تلك اللحظة من لحظات الاجترار- أرى في وجهها وفي صوتها وفي طبعها ، وجه صديقتي القديمة ...

ألا يبدو هذا غريبا!

تذكرت فيلما أجنبيا بعنوان " Triangle " أي " مثلث " فيه البطلة تُعادُ دائما إلى نقطة البداية بعد المرور بأحداث وأشخاص وأشياء هي نفسها لكن بمواقف مختلفة، وفي كلّ مرة تحاول أن تغيّر النتيجة تعودُ إلى نقطة الصفر لتبدأ من جديد ...

وقتها شعرت أن الفلم مَحضّ خيال وتهيّؤات هوليودية مثيرة ، لكن الآن أودّ مقابلة كاتب النصّ لأسأله إن كان نصّه من وحيّ لحظات الاجترار!

أم أننا في اللاشعور تبقى دائما ذكرياتُ وأحلامُ وآمالُ وترسبات الطفولة ، تقودنا للاختيار ...

****

بقلم : نادية محمود العلي  




الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

أمثال عربية

قصص -أمثال - عربية -

"ماحك جلدك مثل ظفرك - يداك أوكتا وفوك نفخ" 



قصة مثل :

"ما حك جلدك مثل ظفرك"

هذا المثل مأخوذ من أبيات ٍ قالها الإمام الشافعي ( رحمه الله ) :

ما حكّ جلدك مثل ظفرك
فتولّ أنت جميع أمـرك

وإذا قصـدت لـحاجـةٍ
فاقصد لمعترف ٍ بقدرك

****

قصة مثل :

"يداك أوكتا وفوك نفخ" 

( مثل عربي يُضرب لمن يقع في سوء فعله)

وقصته أن رجلا نفخ قربة وربطها ثم نزل بها يسبح في النهر ،
وكانت القربة ضعيفة الوكاء(أي الرباط)،
فتسرب هواؤها وأوشك الرجل أن يغرق،
فاستغاث برجل كان واقفا على الشاطئ فقال له: يداك أوكتا وفوك نفخ 

يعني بذلك أنه هو الذي ربط ونفخ فلا يلومن إلا نفسه .

****


تجميع: نادية محمود العلي 

الأحد، 17 سبتمبر 2017

هروب الصوت



ربما لا يبدو للناظر ذلك لكن الحقيقة أنه لا تستهويني الحلويات، و لطالما تساءلت لماذا غاب عن المصانع تغليف مصاصات المخلل أو مثلجات الجبن المعتق و بيعهم.. لا بأس ربما جنون رغبتي يسبق المستثمرين بزمن..!
الليلة اشتقت الحلوى على غير العادة و لم تثنيني عقارب الساعة التي اقتربت من موضع الثانية عشر عن رغبتي 
نزلت للشارع و نسمات خريفية باردة تصاحبني، شجعني أن هدفي يبعد مسافة عبور طريق عن بيتي ، بعد دقائق قليلة من قرار النزول كنت قد دلفت دكان الحلويات التركية المعهود، كالعادة استقبلني البائع بحماس غير منطقي شعرت من خلاله أنه ينتظر مني خبر مهم أو حكاية مثيرة..!
بهدوء يحمل قدر لا بأس به من تؤدة اقتربت منه ثم مررت سبابتي فوق شفتي و بعيون مترقبة للقادم المجهول تركت لفطنته الدور كي يدرك أني بلا صوت يمكنني من التواصل اللغوي معه...
لاحظت في عينيه بعض حيرة لم أترك لها المجال لتستقر في نفسه، باغته بلغة الاشارة مقرونة بحركات الشفايف و اخبرته أن يزن لي ربع كيلو من كل صنف أشرت إليه...
باشر البائع بخدمتي و تهلل وجهه عندما أطمأن أن ثمة سبيل متاح للتعاطي مع زبونة صامتة، بعد أن ظن أنه في مأزق عسير ليس منه مخرج..!
تناولت منه طلبي و سددت له الثمن فأسقط في جيبي بعض فكة كباقي ثم انصرفت من الباب الذي دلفت منه منذ دقائق.... أنا شاكرة واضعة يمناي على صدري كما علمونا لنعبر بجسدنا عن الامتنان ..
و هو يشير بيمينه مودعا ... عندها التقطت عيني  حروف "مرحبا" من بين شفتيه خرجت أيضا بلا صوت مسموع..!
ترى ما الداعي..!؟
لماذا شاركني بائع الحلويات عجزي عن الكلام و قرر أن يبادلني الصمت و الاشارة
هل يحدث أيضا أن نمل الثرثرة و الحديث فنركن إلى الصمت و الاشارة في حياتنا ،أم أن الموضوع بريء تماما من جرم العمق ،و حدث ذلك بمرجعية في منتهى السطحية و البساطة  لذوق البائع و كرم أخلاقه..!؟

كانت تلك تجربة مررت بها مؤخرا، اختبرت معها مشاعرا جديدة عندما فقدت صوتي فجأة و لكن في ظروف ليست غامضة ....
خرج صوتي و لم يعد الا بعد ثلاثة أيام، و عندما عاد من غيبته كان منهكا مبحوحا و كأنه ظل على قيد الجلجلة خلال مدة غيابه في عالم آخر..!
تجربة تستحق التدوين للذكرى... أن تفيق ككل صباح و تهم بنطق صباح الخير لأهل بيتك فتقف الحروف عند سقف حلقك متعنتة عازفة عن الخروج و تفشل كل محاولاتك لترويض تلك الحروف المشاكسة..!
فتقرر أن تجرب غير "صباح الخير" ربما توفق لكن للأسف يصبح مصير كل جملة و عبارة و حرف تود أن تخرجه نفس مصير صباح الخير البائسة تلك..!
فتحاول أن تهدئ من روعك و تردد في قرارة نفسك أن لا شيء يستحق الفزع ،و فورا ستخرج الحروف الحبيسة من مكامنها بعد أول رشفة من مغلي الزعتر و الزنجبيل،
لكن تكتشف أن الوضع لم يتغير لا بعد رشفة ولا كوب و لا حتى جالون من كل ما هو موصى به في تلك الحالة..!
لقد هرب صوتي الذي لازمني منذ ولادتي، صوتي الذي أخبرت الكون من خلاله أني قد ولدت ...
صوتي الذي عبر عني خلال الأربع عقود الماضية، اليوم و بلا سابق انذار اختفى و خذلني بالتحديد عند "صباح الخير"..!
يبدو أنه قد مل مني و هرب، أو ربما قرر أن يأخذ استراحة لنقييم خلالها علاقتنا.. 
لا بأس فليس من سماتي التشبث بطرف ثوب الراحلين، يذهب حيث شاء، و يعود أو لا يعود " مش قصة هي" هنا بالتحديد قررت أن علي التكييف مع الوضع الجديد و التوصل إلى حل معه تستمر الحياة حتى و إن كانت بلا صوت..!
لا بأس ...فلست فيروز الشرق مثلا و سينتحر عشاقي عند عتبة بابي...
و الحمدلله الذي جعل صوتي ليس باب رزقي
...اذن حتى بلا صوت تستمر الحياة ..و كعادتي افتش عن كل جميل في كل مصاب ..
شمشمت عن النعمة في حادثة هروب الصوت فوجدت كنز الراحة الابدي..!
أووووف...........
ما هذا الجمال الذي سقط علي من حيث لا أدري
أنا لست بحاجة إلى التبرير و التحليل و التقرير
أنا معفية من السرد و من المبادرة و كل ما هو مسامرة
أنا لست مجبرة على مسك طرف الحديث في أي حديث كان
أنا متفرجة و متأملة و منصتة كما يروق لي دائما أن أكون ..!

يا للهول ...لا ينتظر مني أحدهم رأي ما أو حكاية ما تقابل حكايته،و كل من يجالسني يعلم سلفا أن عليه وحده أن يدير الجلسة بالشكل الذي يريد، و الا سيكون مصير جلستنا السكات..
لا مجادلة ،لا براهين ، لا أقناع

يعزفون عن اهدار حكاويهم لك ليقينهم أنها ستفتقر للمقابل..
رويدا رويدا تتلاشى ثرثرتهم و حروفهم الرتيبة التي اعتادوا أن يسكبوها قسرا في أذنك...
فتجدك و قد طاااااالت مساحات السكون في يومك ..!
باختصار لقد  اكتشفت أني طلعت باجازة..... شهر العسل لا يفوقها في الجمال..!
ربما كان هروب صوتي هبة من هبات الحج،  أفزعني غيابه في بادئ الأمر لكني أكتشفت بعدها أنه هدنة لا ضير منها على فترات، بل تالله حينها ارتأى لي أنه تسكن عند حدودها النيرفانا ،و ربما هذا بالضبط ما دعى بائع الحلويات التركية لمشاركتي تجربة هروب الصوت..!!!


نسرين

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017

قصة مثل جوع كلبك يتبعك

قصة - مثل - عربي - جوع - كلبك - يتبعك - أجع - كلبك_


جوع كلبك يتبعك



ويروى: (أجع كلبك) 
وكلاهما يضرب في معاشرة اللئام وما ينبغي أن يعاملوا به.

 قال المفضل: أول من قال ذلك ملك من ملوك حمير كان عنيفاً على أهل مملكته، يغصبهم أموالهم، ويسلبهم ما في أيديهم. 
وكانت الكهنة تخبره أنهم سيقتلونه فلا يحفل بذلك.

 وإن امرأته سمعت أصوات السؤال فقالت: إني لأرحم هؤلاء لما يلقون من الجهد ونحن في العيش الرغد، وإني لأخاف عليك أن يصيروا سباعاً وقد كانوا لنا أتباعاً. 

فرد عليها: جوع كلبك يتبعك.

 وأرسلها مثلاً. 

فلبث بذلك زماناً، ثم أغزاهم فغنموا ولم يقسم فيهم شيئاً، فلما خرجوا من عنده قالوا لأخيه وهو أميرهم: قد ترى ما نحن فيه من الجهد، ونحن نكره خروج الملك منكم أهل البيت إلى غيركم فساعدنا على قتل أخيك واجلس مكانه .

 وكان قد عرف بغيه واعتداءه عليهم فأجابهم إلى ذلك، فوثبوا عليه فقتلوه.

 مرّ به عامر بن جذيمة وهو مقتول، وقد سمع بقوله: جوع كلبك يتبعك /
فقال: ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه. 

فأرسلها مثلاً.

*****

تجميع نادية 


السبت، 29 يوليو 2017

وقفة تأمل




 هل تتلاشى قدرتنا على التعبير عندما نقبض بكفوفنا على عنق الإلهام، فنفقد حينها شغفنا بالثرثرة تدريجيا حتى نتوارى في بئر السكات..!

متى تغرينا الكتابة لنشحذ القلم فنرسم حينها مشاعرنا كأنثى تستعرض بغنج قدها المياس عند النواصي، فتنتشي بنظرات وله مريديها، و متى نزهد الحديث فنتخذ وضعية القرفصاء قابعين ركن غرفة مظلمة نراقب الكون على اتساعه من ثقب صغير.!؟

هل الإفصاح بالكتابة بات عادة و سمة لأهل هذا الزمان..!؟

متى انخرط الكوكب في التعبير عن دواخله حد الاحتراف,, الحقيقة لست أدري..

لكني أعلم جيدا أني جئت من تلك البلاد البعيدة الصامت أهلها، من تلك البلاد التي مالت فيها الجدة على أذن الصغيرة و وشوشت "أن ثمة أمور تخفيها الصدور، و لا يجب أن يعلمها إلا الله و القبور"

إذا ماذا أفعل أنا هنا.!؟... نعم نعم لقد تذكرت، لقد جرفني السيل ذات وهن، أو ربما أنا من شققت دربي بمحض إرادتي ذات تجبر,,, لا بأس.. سيان,,, المحصلة: أنا هنا...

وحتى يشاء الله


الإلهام...!؟

الإدراك ... الوعي.. البصيرة..!؟

المهارة... سواء فطرية تليدة ،أو مكتسبة عبر تمرن و تمرس طال أو قصر مداه.!؟

من له الأولوية على من..!؟

من منهم شرط جوهري لخروج نص مائز للساحة الأدبية.!؟

أم يتضافر ما قد سلف بالذكر على حد سواء مع الكثير من المقومات الأخرى على غرار القراءة و الاطلاع و الجسارة و الولع بلفت الانتباه و اعتمال المشاعر و تجيشها ...أم الفراغ ...أم الشفافية و الهشاشة ووووو...و ما إلى ذلك من محرضات.

من وجهة نظري يحدث أن نقرأ نصوص تفتقر إلى مقومات النجاح من منظور جهابذة علوم اللغة والقائمين على إرساء حدودها وفنونها لقصور في الإملاء أو النحو أو تعوق في سير السرد يتضمنه النص، و على غير المنتظر يستل ذاك النص لبنا بجدارة، بينما يحدث أيضا أن نفتر و نعزف عن نصوص لا خلاف على كمالها اللغوي لغياب المصداقية و الالتحام مع كاتب النص.

بالتحديد لست أدري متى أو أين.. لكن ذات يوم قرأت عبارة تقول "أن ما لم يمتك لم يحينا" أو هكذا على ما أذكر....

حقيقة... إن لم تتشظى الحروف عن روح صاحبها، و إن لم يتجسد النص في صورة لحم و دم و نبض، لن يقع في فؤاد القارئ، و لن يمس تلابيب الروح و لو من بعيد و إن بلغ أقصى مراتب الكمال اللغوي.
كما يحدث أن تجتمع العوامل ليخرج للنور نص نطلق عليه عندها اسم الإبداع..

هنا نجد أنفسنا أمام سؤال مهم ... هل الهدف من الكتابة هو تفريغ شحنة أفكار تتلاطم داخل الكاتب، أم تقدير منشود من القارئ و المتلقي، أم السعي لتغيير وضع غير مرضي، أم كل ما سبق و أكثر..!؟

أحيانا أشعر أن البعض قد نسي الهدف من التواجد ليصبح التواجد في حد ذاته هو الهدف..

و هنا تماما و عند تلك النقطة يجب أن يتخذ الكاتب وقفة تأمل يتفقد عندها وضعه، يقيم حاجاته و أهدافه، وقد يكمل بعدها إن شاء..!!!    

نسرين

الجمعة، 14 يوليو 2017

قصة مثل الجار قبل الدار

قصة - مثل - الجار - قبل - الدار - مثل - عربي - 


قصة مثل :

"الجار قبل الدار"

هذا المثل مأخوذ عن قصة لرجل كان جاراً لأبي دف البغدادي، حيث فقر حال ذلك الرجل واشتدت حاجته، وتكاثرت عليه الديون فما استطاع إلا أن يلجأ إلى بيع بيته ليسدد إلتزاماته ..
وبالفعل عرض بيته للبيع مقدراً ثمنه بألف دينار، إلا أنها كانت لا تساوي أكثر من 500 دينار ولما أخبروه بذلك قال:

- أعلم لكني أبيعها بـ500 وجوارها بـ500 أخرى..

 وما كان من أبي دلف حين سمع بذلك إلا أن سدد ديونه ووصله وواساه في مصيبته.

ويلفت الرجل أبو عواد أنه انتهج ذلك النهج حين أراد أن يعمر بيتاً قبل عشرين عاماً، كان الأهم لديه الجيرة الطيبة، يقول:"أنه وجيرانه تجمعهم علاقة أخوة وصداقة لا يمكنه الانفكاك عنهم ولا إبدال مسكنه بعيداً عنهم" لافتاً إلى أنه بعد زواج أبنائه جميعهم أصروا عليه الانتقال لديهم، إلا أنه آثر البقاء بين جيرانه فهم أخلة الزمن الأخير.

***

تجميع : نادية ..

الأربعاء، 14 يونيو 2017

وصفة منزلة الباذنجان

وصفة - منزلة- الباذنجان- بطاطس - باللحم - المفروم -صلصة - الطماطم - أكلات - ووصفات -


منزلة الباذنجان





المقادير :

كيلو باذنجان أسود صغير

كيلو طماطم مبشورة

نصف م ط معجون طماطم

م ط ملح + م ص فلفل أسود + م ص بهار مشكل أو بهار 

الكبسة

للحشوة :

نصف كيلو لحم ناعم +

 بصلة مقطعة صغيرة +

 م ص فلفل أسود مطحون +

 م ص بهار مشكل +

 م ص ملح أو حسب الرغبة ...


الطريقة :


يقشر الباذنجان بشكل طولي مع ترك خطوط من القشرة ودون

 نزع الرأس العلوي وبالسكين نشق خط طولي صغير في وسط 

الباذنجان





يقلى الباذنجان حتى يتحمر قليلا



ويترك على ورق نشاف ليبرد



نحضر الحشوة بحمس اللحم مع البصل والبهارات




نحشو الباذنجان من الشق الطولي الذي صنعناه في البداية 

بحرص



نصف الباذنجان في صينية الفرن

هنا عملت بطاطس مع الباذنجان بعد حفر البطاطس وقليها 

ونحشوها بنفس الحشوة 





نحضر صلصة طماطم بغلي الطماطم في قدر مع البهارات 

المذكورة ومعجون الطماطم لمدة ثلث ساعة



نسكب الصلصة فوق الباذنجان في صينية الفرن بحرص




ندخل الصينية الفرن الساخن لمدة نصف ساعة أو اكثر على

 درجة حرارة حوالي 180 درجة



نخرجها من الفرن وتصبح جاهزة




نقدمها مع الرز الأبيض أو رز بشعيرية  :








بالعافية 


****


نادية