الجمعة، 27 نوفمبر 2015

ذات خريف

 
 
 
 
,,,,,,,ذات خريف
ارتعدت  الزيزفونة الوارفة التليدة، انتفضت نفضة واحدة تحررت بعدها من أوراقها البرتقالية الهشة، نفضة واحدة أفرغت خلالها حمولة لا تدري هل كانت لها بمثابة دفء أم عبء..!
هي حتما لا تدري إن كانت رجفتها تلك من جراء رياح خريفية، أم إنها نابعة عن رغبة داخلية ,,,,,,
لكنها تعلم جيدا أن سنن الطبيعة ثابتة، تسير بنسق و مقادير فحسب، و لا تخضع ابدا للصدف
كان ذلك عندما رأت حلمها يحاك واقعا بناظريها، تماما كما رأته بعين خيالها لأعوام و أعوام
 نعم ،،،كل تفاصيل الحلم كما تمنت أن يكون، فقط كانت هي من ينقصه.
لا بأس،،، فعزائها أن حلمها اخيرا و بعد طول انتظار غادر خيالها، ليرسم تفاصيله بحرفية و اتقان على ارض الواقع
لا بأس،،،فأينما عدنا من الخسارة نعد رابحين..!!!
 
***********
 
نسرين مصطفى


الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

فكرة

 
 
 
تبنيت فكرة.........
..........تولدت لدي فكرة
بنات أفكاري...........
...........سممت أفكاري
كانت فكرة و ماتت في مهدها..!!
ترى لماذا نصبغ الأفكار بصبغة الكائن الحي..!؟
هل  الفكرة حقا ترقى لتضاهي الكائن الحي، وهل لها نفس معزة الأبناء في القلوب سواء مولود لنا او تبنيناه..!؟  
ترى هل هذا هو سبب تشبث  الانسان بأفكاره و دعمها و إن  ايقن في قرارة نفسه انها خطأ..!؟
 في أي حوار بين طرفين او نقاش جدلي، لك افكارك و له أفكاره التي يدعمها و بشدة ،و هنا تسير الأمور على درب احتمالين فحسب ،،، لا ثالث  لهما
اما ان نخرج من النقاش فائزين به، او بقلب الطرف الاخر
اكيد إن لم نجنح الى السلم فنصمت، و هنا نكون قد وجهنا للتواصل ضربة  في مقتل،،، نكون قد مجدنا الانغلاق، نصبنا مقاصل الرؤى بل افقدنا الآفق رحابته، لنكتفي بالعيش في زاوية لا تربو عن سم الخياط ،نتأمل من خلالها الكون و نتحسر على ما كان و ما سيكون.
اما في حال التداول الحر للأفكار، و اطلاق اجنحة الحديث و إن تعارض مع المنطق و المعقول....هنا  تشرع كل النوافذ، فنجد أن الابداع هو السمة  المسيطرة  و من ثم تصبح الفكرة بمثابة رئة ثالثة تضخ  الاوكسجين فينبت للنقاش أغصان وارفة  تحمل من الزهر و الثمر الكثير.
أحيانا نسكن أفكارنا، بمحض ارادتنا أو مجبرين -سيان- فتصبح سجونا لنا، ضيقة مصمتة، لا تتسع لسوانا، ننعزل فيها عن الكون، و نكافح بكل ما اتانا الله من قوة الا نبارحها، و هناك من يلقى حتفه دون أن يغادر فكرته..!!
 لكن ما أروع أن نصبح كالفراش الذي يحط بحرية و خفة فوق الازهار على اختلافها، ينهل من رحيق هذه و تلك.

و أحيانا أخرى تسكننا الأفكار و تعشش فينا، فتصبح كقيد نحمله على اكتافنا أينما ذهبنا حتى تدخل معنا قبورنا و نحاسب عليها..!! 
و هنا تتجلى أهمية اكتساب ثقافة تقبل الاخر و إن اختلفنا معه، و امتلاك القدرة على رؤية الأمور من عدة ابعاد و اكثر من منظور
تقبل الاخر لا يعني بالتأكيد  اعتناق أفكاره او السير تحت لواءه، و إنما فقط نفتح العيون و نسمح لها برؤية كل الأطياف على اختلافها، فحتما هناك ما يستحق

في النهاية نعيش اعمارنا نحمي أبناء ارحامنا و أبناء عقولنا، ويستمر الكفاح و الصراع بين الأفكار و بعضها حتى الممات..!
 
***********
 
نسرين مصطفى

رابطة شعر كروشيه بالخطوات المصورة


رابطة شعر كروشيه


تشكيلة من الوان الخيوط القطنية حسب الذوق
قطعة مطاط
صف من الحشوات حول المطاط
*****************



الكشري

الكشري
*********
يعتبر طبق الكشري وجبة غذائية لذيذة متكاملة العناصر، و على الرغم من توفر النشويات السريعة الهضم فيه إلا أن البقوليات -العدس - من أهم مكوناته  و تقوم برفع قيمته الغذائية  و ابطاء عملية الهضم و بالتالي تمدنا بالشعور بالشبع لمدة طويلة، بالإضافة الى كونه اكلة شعبية ذات موروث  ثقافي.
المقادير
كوب عدس بني
كوب رز مصري
كيلو معكرونة ثلاث اشكال
بصل جوانح
ثوم
عصير طماطم
خل
ملح، فلفل اسود، كمون، شطة حمراء
زيت
الطريقة
نحمر العدس مع بصلة في قليل من الزيت بعد غسله جيدا
ثم نضيف كوبين ماء للسلق
يترك على النار حتى يشرف على النضج و تقل كمية الماء
نضيف الأرز و نعيد تعديل كمية الماء و الملح
ثم يترك على نار خفيفة حتى النضج
لعمل صلصة الطماطم
نحمر ملعقة ثوم في قليل من الزيت
نضيف عصير الطماطم و التوابل
تسلق كمية المعكرونة و تملح
ثم نضيف لها ملعقتين من صلصة الطماطم
لعمل صلصة الخل
نخلط فنجان من الخل مع نصف كوب ماء و ملعقة ثوم و التوابل
و أخيرا وصلنا الى بداية النهاية
نفرغ طبقات الكشري السحرية
صحة و عافية



الأحد، 22 نوفمبر 2015

خشخشة تساؤلات



خشخشة ُتساؤلات





تسبح الكواكبُ حول الشمس  بلا بللٍ  في  بحرٍ بلا ماء في فضاء الكون بدقةٍ متناهية  راسمةً مدارات اهليليجية ، معطيةً  الفصول والأيام والزمن  ، فنتفكَّر بعظمة الخالقِ حين نراقبها ...

و  كما تتجلَّى عظمته في  أجرامَ ضخمة وكون شاسع فإنها  تكمن في أشياء متناهية في الصّغر حبانا بها خالقنا  ، تجعلنا نتسمَّرُ في المكان من عظمة قدرته التي وضعها في أبسط وأصغر الأشياء أو الكائنات ،  كذرةٍ لا تُرى تدور حول نواتها  الكتروناتٌ ذات طاقة هائلة  مُحاكِيةً  بذات الوقت فكرة الفضاء ودوران الكواكب حول الشمس ، أو في عيونٌ صغيرة يترقرقُ داخلها كموجِ البحر عالمٌ آخر ، تتكسَّر موجاته على صخور أجفاننا  مُبعثِرَةً فُتَاتَ مشاعرنا تارةً ، وتارةً جارفةً إياها  إلى الأعماق  ....

 جاءني يتلعثمُ  بالكلمات المتسائلة التي تتسابق من دماغه إلى شفتيه الورديتين،  فتتكسّرُ أمام اتساع الفكرة   ، وتبرقُ عيناه البريئتان  ثمَّ تتسع حدقته الطفولية  وهو يقول مختصرا تساؤلاته :


-          ماما !!  لماذا أجمل شيء في الناس عيونهم !!



فاجأني سؤاله الذكي وحاولت أن أفكر بإجابة تتناسب مع عمره ذي الخمس سنوات ...

فقلت له :

-          لأن الله خلق لنا العيون كالنافذة شفافة ، نرى من خلالها مشاعر الشخص إن كان حزينا أو فرحا ، طيبا أو شريرا ...


اكتفى برمشة عينٍ وبقول :


-          إممممممم  فهمتْ ...



لا أدري إن كانت إجابتي لصغيري كافية له ، أو حتى لي ...


لا أدري إن كانت العيون فعلا أجمل ما في البشر !   وإن كانت نافذة للروح ومكنونات النفس البشرية !


فالبعض يُسْدِل ستارة على نافذة عيونه ، ليترك التكهنات لنا بمعرفة  مكنونات نفسه ...


أو يُلبِسُ عيناه قناعا وربما عدسات ملونة ليواري حقيقة لا يريد أن يعرفها أحد ...


وبعضهم ذوو عيون زاهدة ناعسة  ، لا نقرأ منها شيئا ، إلا أنها غطاء لبركانٍ سيثور في أيّ لحظة ...


فالعيون بقدر ما هي مرآة شفافة لكنها قد تعطي  انعكاسا غير حقيقي الأبعاد للذات ، ويتطلب منا أن نكون أذكياء لمقارنة هذه الأبعاد مع الحقيقة ...



قهقرتني ذكرياتي عن العيون ، لذلك اليوم  الذي لا أنساه  ، فيه اختبرت شعورا غريبا لأول مرة  ...


 حيث شاهدتُها مصادفة على أدراج الوحدة السكنية الجامعية ...


 هي فتاةٌ رأيتها مرارا وتكرارا ، كانت طيبة وناعمة  ،  بعينين خضراوتين صغيرتي الحجم ، تحميها كأمٍّ رؤوم جفونٌ ناعسةٌ انبثقت من أطرافها أهدابٌ  طويلة مفتولة ، وكانت  رفيقة  صديقتي ، إلا أننا دائما كنا نتجاذب أطراف الحديث معا ...


 في ذلك اليوم كانت تضع بعضا من الماسكارا على أهدابها وعيناها  تنبض  بالحياة  وببريق غريب أسرني، يشبه انكسار ضوء الطيف في ذرات ندى قبَّلتْ ثغور وريقاتِ زهرة ،  فانعكست قوسا من ألوان شتى ساحرة لم تماهِهِ ريشة وألوان أشهر الرسامين   ، فأشعلتْ تلك اللوحة  فيَّ شعورا غريبا  كغيرة فنان أراد السَّبق بأن تحظى ريشته بهذا الجمال  ، لدرجة أنّي تسمَّرتُ مكاني أراقب ذلك العالم الذي يتموّج في عينيها كثورةٍ رغم قيد المساحة إلا أنها ثار ت بصمتٍ جارف ....


 شعرتْ الفتاةُ بالغرابة مني ، وتفحَصَّتْنِي عيناها لمعرفة ما يجري ....


صعدتُ الدرجات الكثيرة أجرُّ أقدامي  بثقلِ ندمٍ  وسلاسلَ من قيدِ مشاعر متعاركة تملَّكَتْنِي لأوّل مرّة  ، فلُمْتُ نفسي ، وتمنيت أنها لم تلحظ تلك البلاهة والتلَّبُكَ الذي اجتاحني  ولم تعرف تفسيرها  من شُبَّاك عيوني المُشرَع  ، أو لم تسمع خشخشةَ زرد ِسلاسلِ قيد التساؤلات التي تجاذَبَتني حتى شتّتتني وبعثرتني ، عن ماهية هذا العالم المُسمَّى "عيون " ، عن تماهي ريشة الخالق في ألوان الطيف البشرية  ، حتى خلق تلك اللوحات  الفنية العظيمة ، فنقف متسمرين نراقب العظمة في كائن صغير جدا لكنه يتسع عالَما كاملا ...




فهل العيون فعلا عالم آخر بحد ذاته لكنه  يوازي عالم النفس البشرية !


 أم مجرد انعكاس لذواتنا وكهوف أعماقنا ،نضيئها تارة وتارة نتركها غارقة في الظلام  !



وهاهو طفلي الصغير يبتسم كبراعم وردة ، وهويهمسُ محاولا استيعابَ غرابةِ الفكرة :


-          ماما ! في عينيكِ أنا  !!




****






بقلم مؤيدة بنصر الله / نادية