الثلاثاء، 23 فبراير 2016

التعري

 
 
 
التعري
في منظوري.. يعد التعري من اعتى الأسلحة و أقدمها، بل و أشدها فتكا بالبشرية على الاطلاق، فهو من نوع الأسلحة التي اذا ما وجهت للهدف، تصيبه  في مقتل لا محالة و لو بعد حين..!
يدعم تلك النظرية هيمنة و ترويج الغرب للفكر الاباحي المنحل تحت مسمى الحريات، و استخدام المرأة كسلعة بخسة  لإغراق الكوكب في اللهث خلف المتعة- حد التغافل و التغاضي عن شتى الانتهاكات- و من ثم إحكام قبضتهم على زمرة اللاهثين البائسين
و قد كان لإبليس السبق و الريادة في استعمال سلاح التعري ضد البشرية في شخص آدم و حواء، عندما حرضهما على الاقتراب من الشجرة المحرمة بدعوى الخلود، و في اعتقادي هو في تلك الجزئية ما كان كذوبا، حيث أن الخلود في مضمونه الشمولي  يمكن أن يعني طاقة التكاثر و التزايد، و هذا ما تسنى لهما بعد تسلسل الأحداث و تعاقبها بداية من لحظة إتيان الشجرة، و مرورا بمشهد التعري الفاجع، ثم وصولا إلى المحصلة,,,, طرد من الجنة و اعمار للأرض بمصاحبة صراع و ثأر مزمن.
هنا ربما يتبادر إلى الذهن سؤال -فقط- للتأمل و الاعتبار ,,,,,من الملام في تلك الحادثة...!؟
هل هو الشيطان الذي تكبر و عصى ثم غرر بأبوينا وفتح عليهما باب الشهوات.!؟
أم هي حواء ذات النصف ذات، ناقصة العقل التي تتمتع بمهارة الحض القصوى..!؟
أم آدم الذي ذعن للغواية و تقاعس عن القوامة و عن أمر ربه فكان إمعة ابليس..!؟
أم أنها حادثة تشارك جل أركانها في الذنب، و هي برمتها ليست سوى رسالة سماوية ، درس و عبرة لبني البشر.
قد كان الخلود لآدم غاية و ما كان إتيان الشجرة إلا وسيلة لبلوغها
مما سبق  نعي أنه بغض النظر عن الملام في تلك القصة و بغض النظر أيضا عن إن كانت أداة التحريض هي الجشع إلى الغذاء أو إلى البقاء إلا أنه من المؤكد أن ابليس اللعين –وفق مقادير الله-هو من أدخل الجنس  إلى قاموس أسماء آدم عليه السلام، و  أنه مهما اختلفت المسميات و الأساليب، يظل العداء بيننا باق منذ الأزل و حتى الرمق الاخير,,,,,,,, فهل من معتبر..!!!
غفر الله لأبوينا و لنا ما تقدم و ما تأخرمن ذنوب
 
نسرين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق