الأحد، 21 فبراير 2016

كم أنا وحيدة


"كم أنا وحيدة وحيدة  "



يهمس الصّبح التّليد فيزفر نسمة باردة تلفح وجنتيّ وهي تندفع

كمُنتظرٍ طويلا وراء  درفتيّ نافذتي ، مُلوِّحةً لتلك الّليلة الدّعجاء

المنصرمة ...

مع انفتاح ذلك المصراع ولج أذنيَّ موجات عاتية من أصوات

شتى :

صفير ريح ، هديل يمامة ، هدير سيارات ، صياح صبية صغار ،

صفيق أبواب ، وكأنّ الكون الكبير تسلّل إلى شاطئ سكوني حتى

هُيِّئ إليَّ أني سمعت هدير دوران الأرض وذبذبات الكواكب ...


زحام مقيت يضجُّ في أثير المدينة  ، وينفث الدخان غماما بدا

كهالة مهيبة تعانق السماء ، وتُثقل الجوّ بذرات الكربون ...


أسدلتُ جفوني أستقبل لمسات الريح المُندَّاة برطوبة  الصباح ،

لأكتشف كم أنا وحيدة وحيدة !!!

 وحيدة  من دونه في كلّ هذا الزّحام والضّجيج ...


بالأمس قد رحل قاطعا آلاف الكيلومترات ، منتعلا طائرة صَلِدة ،

حلّقت طويلا فوق البحار البعيدة ، إلى أرض جديدة ....

ومع أني أدرك أنّ السفر مؤقت والأيام معدودة ، إلا أني دائما

عند الوداع أغالب الدّمعة عبثا  ، والشّعور بانقباض النبضة  

حتى يثقل القلب - وأكاد أقسم أني أشعر به سيهوي بين ضلوعي

-  وتلك الغُصَّة التي أحاول إزدرادها دائما ولا أفلح ، وكأنّ

الرّوح تُزهق ...


أسدلت الجفون ثانية ،لأحبس تلك الدمعة  ونفسي تأبى الشفقة

على نفسي ، وتستنكر أسئلة خائفة عن معنى الحياة بدون
وجوده ...


كم أنا وحيدة ، وحيدة !!!

هل الوقت علاج الوحدة ، فأعتادها ؟ أتماهى معها ؟

أم تلك الآمال والأحلام التي تترقرق على صفحة نفسي كأشعة

الشمس تلوّن وجه الماء  بالفضة ؟!!


 ****


بقلم : مؤيدة بنصرالله / نادية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق