الثلاثاء، 23 فبراير 2016

عندما ينبض القلم


"عندما ينبض القلم "






تختبئ الحروف كجمرٍ ظنناهُ منطفئً تحت الرماد !

وفجأة تهبُّ ريح شمالية ، تحرِّك الرماد وتنفخ على الجمر
فيشتعل ، وتصطف الحروف بحِرفيَّة ، راسمة بريشة السكون

ثورة الكلمات الدفينة ، فتثور حمم الكَلِم سيلا من المشاعر

الجارفة ، حارقة الأعشاب المتطفلة على صخور ذواتنا ، التي

نمَتْ وترعرعتْ في درب أيامنا ، ثم أحرقتها المشاعر

والكلمات ..



وعلى مدى البصر صحراء شاسعة ليس فيها إلا الحنظل والشيح

والشوك ..



صحراء تتجمع فيها الكثبان وتعبث فيها الرياح ..

ومهما نقشتَ على الرمل الأصفر، ستَذره ريح الأيام ، حتى

تُختَصر الصحراء رملا أصفر في ساعة وقت قديمة ، يتسرب 

ببطء شديد من عنق الساعة ...

لا شيء سوى الرمال والوقت معا ..


و تنتهي الصحراء بنبضة وجرَّةِ قلم ...

 ليلوح من بعيد العمران ، والبروج الشاهقة ..

ونضيع في زحمة المدن وزحمة الحياة ونسابق الوقت الذي

يسبقنا ..

وتُختصَر المدينة في ساعة " بيغ بن" ضخمة ..

وتُختصَر الحضارة في برج الصين العتيق ....

وتُختصر حماقة البشر في حروب ضارية ..

من لا يتعلم من التاريخ ؟!!!


****

بقلم مؤيدة بنصر الله  / نادية







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق