الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

سنونو عابرة



سنونو عابرة







سنونو عابرةٌ فوقَ زهورِ دَارِي رَفْرَفتْ

صبيحةَ يومٍ مولودْ



كَمُزْنٍ عارضٍ من بعيدٍ أمطرتْ طَلّا ومَرّتْ

فوقَ أسوارِ الَّلا حدود



على ريشاتِها العَبْلاءَ كخطوطِ قهوتِي تَضَادَتْ

تَدرُّجاتُ الأبيضِ والأسودْ



والرُّؤيةُ ليست إلّا انحصار أطوالِ اللَّونِ حُفَّتْ

في موجاتِ الضَّوءِ الأوحدْ



كم عُشَّا استوطنتهُ زنداها وبحنينٍ نزَحَتْ

تُسابقُ بردَ الشِّتاءِ الَلا محدودْ



شُرْفَتَا مُقلتاها لرسمِ الجبلِ والوادي كم ألفتْ

 ومشهدِ ذلكَ الأُخدودْ



ودروبُ الأرضِ التليدةِ فيحاءُ مُشْرَعَةٌ بُسِطتْ

للوطنِ  الدَّافئِ المنشودْ

 

 الهجرةُ قدرها المحتومُ وبالفطرةِ عَرفتْ  

أنَّه الحلُّ الوحيدُ المَحمُودْ



عبثًا خفقاتُ أجنحتها الدَّعجاءَ تَرَنَّحَتْ

 نحوَ ربيعٍ مفقودْ



ويزمْجِرُ كانونُ  مُجدَّدًا  كعاصفةٍ أَرْعَدَتْ

 ينفثُ بردًا في الوجودْ



والصّقيعُ الجِلْفُ كسى حجارةَ الدُّروبِ فأُثقِلَتْ 

كعجوزٍ ناءَ بأحمالِهِ وأرْدَفَ قَعُودْ



هرمةٌ هيَ متعبةٌ و من وجعِ الحنينِ أُرْهِقَتْ

كليلةٌ مَسَامِعُها من قَطْعِ الوعودْ



والسُّنونو المهاجرةُ أنْ تبدأَ من جديدٍ تَعِبَتْ 

كأنَّ دقائقَ غابرِها عليها حُقُودْ

  

أبَتْ مُشاركتي قهوةَ الصبحِ وبِصمتٍ أدْبَرَتْ

خفقاتُ فُؤادِها عليها شُهُودْ



بِرَمِيِّ قطعةِ سُكر في فنجانيَّ الأسمرِ اكتفتْ

ألقَمَتْهَا قربانًا لعمرٍ مَوءودْ


****


بقلم وريشة : نادية / مؤيدة بنصر الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق