الثلاثاء، 29 مارس 2016

لَمْ يُغرِني النّورُ يَوماً يا رُؤى الحَطَبِ,,,, النص للشاعرة رشا عرابي

 
 
لَمْ يُغرِني النّورُ يَوماً يا رُؤى الحَطَبِ
ومـا بَـكـيـتُـكِ إلّا لَـوعَـةَ السُّـحُـبِ

النّارُ تأكُلُ ضِلْعَ الرّوحِ غاضِبَةً
والعُذرُ نورٌ لِأنَّ النّارَ تَسخَرُ بي...


حَطَبْتُ مِن غابَةِ الأيّامِ أخضَرَها
ما أورَقَ الغُصنُ إلَّا حَفنَةَ الخَشَبِ!

ضِلعي مِنَ الماءِ، والأنفاسُ في غَرَقٍ
ولَثغَةُ المِلحِ أمّي، والحَنينُ أبي !

أيْقَنْتُ بالقَسرِ أنَّ الدّربَ جانِيَةً
تُؤَوّلُ الحَظَّ، وابنُ الحَظِّ يَكفُرُ بي !!

في رِبْكَةِ السّيرِ أحدوني وما كَتَبوا
وبَعضُ نارِ الحَشا تَقتاتُ مِن كُتُبي

النارُ توقِظُ في عَينِ البُكاءِ دَمي
ويَجزَعُ المِلحُ طوفاناً لِـ يَركُضَ بي !

ألقَيتُ آخِرَ حَظِّ العُمرِ عَن كَتِفي
أسرَفتُ في النّأيِ عَن بَعضي لأسْكُنَ بي

آنَستُ ناراً، أنا مَن كانَ موجِدُها
ما كُنتِ إلّا بِـ عُذرِ الدّفءِ تَقتَربي !

كَم وَلّت الروحُ من غَضباتِكِ هَرباً
بأيِّ ذَنبٍ سَعيتِ اليَومَ في طَلبي ؟

وَلي سُؤالانِ، مِن أيِّ الوُجوهِ أنا ؟
وما عليَّ إذا أفصَحتُ عن سببي ؟

تُؤَوّلُ الروحَ أنفاسَ الحياةِ كَما
تُؤَوّلُ النّارُ خلقَ النور في الحَطَبِ


 
 
بيضاءُ الورد " رشا عرّابي "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق