الجمعة، 28 أغسطس 2015

المطر


المطر ..






صوتٌ  ينقرُ بخفّةٍ  زجاجَ  نافذتي


تَكْ تَكْ  تكْ


رائحةٌ تتهادى إلى أعصاب شمّي


هاتِ لكْ ...


طفلي الصغيرُ المستغربُ يسألُني


ما كلُّ ذاكْ !


ذاك من نشتاقُ كلّ عام ٍ يا صغيري


تعال أُرِكْ !


والريحُ رَشَقتْ قطراتٍ بلّلتْ بشرتي



طَفِّي ظمأكْ !


بالمطر  !





أهلاً يا زائرَ نافذتي الزُّجاجيّةَ أيُّها العتيقُ  الجديدْ !


عسى قطراتِكَ اللؤلؤيّة  تُخْبِي لمعانَ نيرانِ الحقدْ


و هديرَ سيولكَ يمحو بجريانه آثام النفسِ والجّسد ْ


وعسى ضبابكَ  يُخفي آثارَ جرائمَ اقترفَها البشرُ 

باليدّْ






يا مطر !



أمُّكَ الغيمةُ بكتْ وبكتْ و بكتْ لأمد ْ


من قال أنَّ الدموعَ للضعفاءِ يا ولدْ !


من قال أنَّ الذكرياتِ للماضي البعيدْ !


ونسيَّ أنّها تحملُ في أحشائِها جنينَ الغدّْ





يا مطر !


يا براءةَ  طفلٍ حالمٍ! خافَ من برقِكَ والرعدْ


يا ابتسامةَ حزنٍ وحدقة ٍتوّسَّعَتْ شغفاً وودّْ


وعصافيرَ خبَّأتْ صمتها  بين أغصانِ الرَّندْ


وصيادينَ صارعتْ مجاديفُهم أمواجَ المد ّْ






يا مطر !


يا حاملَ الخيراتِ والنعم كما قالَ الجدّْ


لِمَ تنسحبُ وتبتعدُ عن طَرْقِ نافذتي باليدّ !


لِمَ يتخافتُ صوتُكَ ويختفي بثنياتِ السدّْ !


ارسمْ بريشتكَ ندىً على لون الزهرِ و الخد ّْ 

و بعودةٍ مباركةٍ  كم أنتظرُ صوتَكَ أنْ يَعِدّْ


فإلى نغماتِ طرقاتِكَ العذبة ورائحتِكَ سأفتقد ْ


يا مطر!






 *****



بقلم مؤيدة بنصر الله / نادية 













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق