الأحد، 11 ديسمبر 2016

النوستالجيا ظاهرة الحنين للماضي

 
نوستالجيا
 لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً....  فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ
 "أبو العتاهية"
بين ارخاء و جذب تترا، متصلون نحن بماضينا عبر شبكة خيوط خفية، فتتعاقب علينا نوبات حنين....
نوستالجيا..!
هي كلمة من أصل يوناني، تعني  الحنين للماضي والذكريات ، فيما مضى كان يعتبرها المجتمع من أعراض الاكتئاب و رفض الواقع، و مع الزمن تحولت لشعور مجتمعي سائد، و باتت نوع من الثقافة يُعنى بكل ما هو قديم، سواء مقتنيات أو فن أو أدب، كنتيجة لذلك ازداد عدد أتباع النوستالجيا، لا سيما و قد رفعت عنها وصمة المرض النفسي، بل و على العكس أصبحت سمة للمثقفين، و لأولئك الذين يتقطر منهم العمق أينما نطقوا.!
لماذا دائما ما يجذبنا الماضي بتفاصيله؛ و ما سر الرغبة الجماعية الحثيثة للعودة لأعمارنا السابقة.!؟
حرضني هذا السؤال على التفكير و بالتالي الانسياق و ممارسة الثرثرة الجوفاء من جديد
ربما يزداد حنين الانسان لماضيه على حساب حاضره و مستقبله، مدفوعا لذلك بميله الفطري لليقين، فالإنسان دائما عدو ما يجهل.
و ربما تعود رغبة العودة لأعمار سابقة،  لنجاحات و إنجازات تمت، و قد لا تسعفنا طاقاتنا اليوم لتحقيق المزيد منا.
و قد نتمنى العودة للماضي حتى نعدل خياراتنا .!
و من ذرائع الحنين للماضي أيضا، المسؤولية وأعباء الحياة التي تطوق الأعناق كلما تقدم بنا العمر و بالأخص من يشق عليهم الالتزام
لكن من المؤكد أنه بمرور الزمن تبلغ المدارك نصابها، تأخذ الأمور مواضعها، تتضح الرؤية،  فنفقد بذلك قدرا لا بأس به من العفوية، و بالتالي نتحول إلى محض كائنات رتيبة، تعيش وفق قوالب ثابتة، تؤدي و بإتقان أدوارا محبوكة,,,,, و هكذا دواليك على نفس المنوال.!
 بشكل شخصي، كثير ما يغلبني الحنين لروائح الزمن القديم، فاغمض عيني  و أستمتع بصحبة نوبات النوستالجيا،  اسافر معها عبر الزمن حيث باحة الجدة و أزيز الأرجوحة و سكاكر السوس، حيث شغف البدايات و دهشة الاكتشافات.
ماذا عنك... هل تزورك النوستالجيا..!؟
هيا ،فتش فيك عنك,,, حتما ستصيب متعة..!!!    
 
نسرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق