الأربعاء، 4 فبراير 2015

ذات الرداء الأحمر


ذات الرداء الأحمر 








أنا ذاتُ الرِّداءِ الأحمرْ

حملتُ السَّلةَ ولبستُ الفستانْ

و لأمّي أقدِّمُ الاعتذارْ

فغابةُ الظلالِ تهيجُ بذئابٍ قطعانْ

قفزوا من فوقِ الأسوارْ

و أنا لاهيةٌ لم أعطِ لأمِّي الآذانْ 

أفشيتُ لهم الأسرارْ

راودني عن نفسي ذئبٌ ذو أسنان

أنيابهُ شُحِذَتْ بالأحجارْ

وقميصي قُدَّ من دُبُرٍ ، ذاكَ هو البرُهانْ

بطنُهُ واسعةٌ كَمَغَارْ

وأنا الصغيرةُ البريئةُ ، براءةَ الحمْلان

وبيتُ الجدَّةِ أمتارْ

فالغابةُ يا أمِّي كحياةِ الإنسانْ

غرباءٌ بينَ الأشجارْ

فطور تطفلتْ  جذوعَ السنديانْ

وحشراتٌ بقرونِ استشعارْ

و ذئاب بأقنعةٍ تشبهُ أقنعةَ الفرسانْ

ما لبِثَتْ أعينُهم تستعرُ كنارْ

وأبداً غايتهم بيتُ الجدةِ ذو الأفنانْ

وعمِّي الحطَّابُ المِغوارْ

ما عادَ يقطع بفأسه رؤوس الغيلان

فالغيلان أسطورة الأغرار

ضحكوا بها علينا ذات مساء مُزدان  

وليلى توشَّحتْ الأحمر

وغضَّتْ عن اغتيال براءتها العينانْ

وكان ياما كان يوما أغْبَرْ

فيه ليلى فقدتْ بكارةَ النسيانْ



****

بقلم مؤيدة بنصر الله 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق