السبت، 7 مايو 2016

حوار بين صديقتين

حوار - بين - صديقتين - يمامة - سنونو - مهاجرة - حب -التزام  - قيد - كسر- اعتياد


حوار بين صديقتين



تتجمع غيوم رماديّة في سماء خريفٍ أهلَّ يرفل بثوب نحاسيٍّ
باهت ، فتبرق وترعد  دون أن تمطر أحيانا  كأنّه مخاض كاذب ،
أو تنثر طلّا خفيفا يبلّل ذرات التُّراب فتتصاعد رائحةٌ بتول في
الأثير ، تتنفَّسها تلك السنونو فتجفل وتتلفَّت يمينا وشمالا وهي
تتساءل هل هاجرت أخواتها أم لا ...


عيون صديقتها اليمامة تراقب خوفها وتوترها ، وعلى فَنَنٍ بدأت
أوراقه بالاصفرار ، دار حوار بين الاثنتين :

اليمامة :

-         هاه يا صديقتي ! هدئي من روعك  دائما أحسّك مشدودة ومتوترة ومستعجلة ...

السنونو:

-         آه يا صديقتي ، السَّماء ملبَّدة والخريف ينفث ريح
الشِّتاء الباردة ، وعليّ الهجرة أسرابا مع أقراني في كلِّ خريف
كما تعلمين ، وأطفالي صغار يقيدون حركتي .....

اليمامة :


هوني عليك يا أخية ! لا تقيدي نفسك أبدا ، فالحب ليس
التزاما يا غاليتي إنه حرية ممتعة ، ودائما ما تجعلينه
التزاما  ...

انظري إلى الأعلى وحلقي ولو بروحك فقط  ...


السنونو :

-          لا أستطيع ...

فحبي لهم ولكل شيء حتى لزهرة صغيرة يلزمني بقيود

كثيرة ...

 أخاف أن يسبقني الوقت السقيم وأنا أراوح مكاني ..

أخاف أن أحلق فلا أرجع ...



اليمامة مازحة :


-         سأشدك من رجليك ، فقط حلقي ...


السنونو باسمة :


-         إني فعلا مشدودة يا صديقتي ، ثم أني اعتدت قيدي ،
ربمّا لا أريد أن أكسره وحسب ، كتلك الفتاة التي تراءت لي في

الحلم يوما ، هل تذكرين ! تلك الطفلة السّمراء التي حاولتُ فكَّ

قيدها لكنها عادت تطلب مني أن أقيدها ثانية ؟!..





تهبُّ نسمة باردة تجمِّد الكلمات ، فيسود الصمت ، ولا

يُسمع إلا حفيف ورقات الخريف تدحرجها رياح الشَّمال ،

وكأنها أجراس تزفُّ أنباء الرحيل ناشدة طريق الهجرة

الطويل الذي رسمته يد الخالق بالفطرة   ...



****


بقلم مؤيدة بنصر الله / نادية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق