جزاه جزاء سنمار- عادت حليمة لعادتها القديمة - لحاجة في نفس يعقوب -
أمثال عربية قديمة
"جزاه جزاء سنمار"
يضرب لمن يجزي بالإحسان إساءة
سنمار هو رجل رومي ، بنى قصراً للنعمان بن امرئ القيس
فلما فرغ منه ألقاه النعمان من أعلاه فخرَّ ميتاً
و إنما فعل ذلك لئلا يبني مثله لغيره
قال الشاعر:
جزتنا بنو سعد بحسن فعالنا ... جزاء سنمار وما كان ذا ذنب
*****
(عادت حليمه لعادتها القديمة)
يقال أن حليمه هي زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم كما اشتهرت هي بالبخل فكانت اذا أرادت أن تضع سمنا في الطبخ أخذت الملعقة ترتجف في يدها
فأراد حاتم أن يعلمها الكرم فقال لها:
أن الأقدمين كانوا يقولون أن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في قدر الطبخ زاد الله بعمرها يوما
فأخذت حليمه تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى صار طعامها طيبا وتعودت يدها على السخاء
وشاء الله أن يفجعها بابنها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها فجزعت حتى تمنت الموت
وأخذت لذلك تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت ...
فقال الناس :عادت حليمة إلى عادتها القديمة
*****
كلنا نسمع المثل :
" لغاية أو لحاجة في نفس يعقوب "
والأصل موجود في القرآن الكريم في سورة يوسف في قوله تعالى :
((وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ** وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ))
ولقد اختلف أهل التفسير منذ القدم في هذه " الحاجة " التي كانت في نفس يعقوب ماهي وما تكون ؟!
.. فذهب أكثرهم إلى أنها عبارة عن الخوف من العين والحسد ! ..فقال السيوطي في الدر المنثور في قوله :
إلا حَاجَةً فِينَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا { يوسف: 68} قال :
خيفة العين على بنيه .. وقال مثل ذلك الرازي وابن كثير والطبري وغيرهم .. وذهب آخرون إلى غير ذلك ! .. فقال الشوكاني في فتح القدير : وهي شفقته عليهم ومحبته لسلامتهم قضاها الله عليهم ..
وقيل إنه خطر ببال يعقوب أن الملك إذا رآهم مجتمعين مع ما يظهر فيهم من كمال الخلقة وسيما الشجاعة أوقع بهم حسداً وحقداً أو خوفاً منهم فلذلك أمرهم سيدنا يعقوب بالتفرق لهذا السبب !
….. وهكذا –كما نلاحظ هنا :
فإن الحاجة التي كانت في نفس سيدنا يعقوب كانت حاجة سامية وخوفا على أولاده ،
ولم تكن غرضا ً أنانيا ً دنيئا ً أو عدوانيا ً سيئا ً
ولم تكن غرضا ً أنانيا ً دنيئا ً أو عدوانيا ً سيئا ً
كما راج وشاع في استخدام هذه العبارة من بعض الناس ....
********
مؤيدة بنصر الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق