عتلال الشمس المنسية و على ورق الدلب
الأصفر,,, تغنت جارة القمر بالدلب ,,, فما هو الدلب..!؟
خلال رحلتي البحثية للتعرف على وراق الدلب
الأصفر تعرفت على ما يلي....
الدلب فصيلة من الأشجار الظليلة المعمرة، يصل متوسط عمرها إلى
400 سنة، لأوراقها العريضة الكفية بعض الأغراض الطبية، تنمو على ضفاف الأنهار
و لديها قدرة عالية على التكيف مع الظروف.
دلبتنا السورية
و إن كانت تعد رمزا يحاك حوله الكثير من الحكايا التي تناقلتها الأجيال و لا يعلم مدى
صحتها إلا الله ، إلا أنها بالتأكيد تعد ارثا تاريخيا عريقا يشهد على حضارة من أقدم
الحضارات التي عرفتها الإنسانية، حيث عاشت
شعوب بكل طوائفها و فصائلها على كثرتها واختلافها في سلام و وئام.
ترى كم من القصص
شهدت تلك الدلبة، و كم من المشاهد دارت بظلها و حولها، و كم من الأسماء خلدها جذعها ، و
كم من الطيور سكنت أغصانها مع تعاقب الأزمان عليها..!؟
يقال و العهدة
على الراوي أن تلك الدلبة العجوز صورها قديما فنان اوربي و يظهر في الصورة جذعها العملاق
و قد استند عليه حرفي و أفترش يستظل اخر، بينما يسكب السقا - أو لعله بائع العيران
أو العرق سوس- مشروبه في قلة، و بجواره صبي يتجرع المشروب من قدح أصغر، كما يظهر في
خلفية الصورة إلى اليمين بناء على هيئة سوق ربما يكون مدخل السروجية.
دلبة "عين
الكرم" أو " الشجرة المدرسة" كما يطلق عليها البعض، يحكى فيما مضى أن
جذعها الرئيسي كان يشتمل على تجويف كبير يتسع
ل 30 فردا، ربما أحُدث بفعل الطبيعة أو حادثة حريق أو غيره – كان ذلك قبل أن يُسد التجويف
بطريقة أيضا مجهولة كما قد سبق و فُتح من قبل- و
قد كان ذاك التجويف بمثابة مدرسة تلقنت فيها أجيال دروسها في القراءة و الكتابة،
كما أنه كان مخبأ للثوار في مقاومتهم ضد العدوان الفرنسي.
كما يقال أيضا
أنه في فترة ما تبرع أحدهم بشق نبع خصيصا لتروى منه الدلبة.
دلبة "
عين الكرم " العجوز المسنة ، أو دلبة
" عين الزعرور " ، و دلبة "هريرة" ، و غيرهم من هبات الخالق التي
تعد كسجل ذكريات للسكان المحليين هم أيضا مزار سياحي و معلم ينشده كل باحث عن روعة
الطبيعة.
كانت تلك
المعلومات هي حصيلة رحلتي البحثية التي بدأت بشغف للتعرف على وراق دلب فيروز و انتهت بأمنية
مشاركة فيروزي أنا فنجان قهوة تحت ظلال دلب الشام,,,
من يدري .. ربما..!!!
نسرين