رجع بخفي حنين -على أهلها جنت براقش - في بيته يؤتى الحكم - وافق شن طبقة - كل الصيد في جوف الفرا -
لكلِّ مثلٍ قصةٌ تُروَى
ووراء كل مثل متداول، قصة علّمت الحكمة وأصبحت مثل يتناقله الكثير ويختصر التجربة ...
لذلك أحببت أن أقدم لكم قصص بعض الأمثال ..
وأذكر كنا مرة في الصف الأول ثانوي وطُلب منا واجب، وهو كتابة مئة مثل مع قصة كل مثل ..
وأنا أخذت من مكتبة المدرسة كتاب بعنوان أمثال العرب ، وجمعت مئة مثل ..
ومن هذه الأمثال التي أذكرها :
1-" رجع بخُفَي حُنين"
أصلُه أن (حُنَيناً) كان إسكافيا من أهل الحِيرة، فأراد أعرابي أن يشتري منه خُفَّين، وساومه فاختلفا حتى غضب حنين.. فأراد أن يغيظ الأعرابي.. فلما ارتَحَلَ الأعرابي أخذ حنينٌ أحدَ خفيه وطَرَحه في الطريق ثم ألقى الآخر في موضع آخر فلما مرَّ الأعرابي بأحدهما قال : "ما أشبه هذا الْخفَّ بخف حنين! ولو كان معه الآخر لأخذته"، ومضى. فلما انتهى إلى الآخر نَدِمَ على تركه الأولَ. وقد كَمنَ له حنينٌ يراقبه. فلما رجع الأعرابي ليأخذ الأول، سرق حنينٌ راحلته وما عليها وذهب بها!
وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخُفَّانِ فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟ فقال : "جئتكم بِخُفَّيْ حُنَين"!
فذهبت مثلاً ، يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة ..
2- "على أهلها جنت براقش "..
وفي صيغة أخرى: "على نفسها جنت براقش "..
وبراقش هي كلبة لقوم هاجمهم الأعداء فاختبؤا ، وبعد يأس العدو من إيجادهم ، هموا بالرحيل
لكن براقش بدأت بالنباح ، حتى سمعها الأعداء فوجدوهم ثم قتلوها وقتلوهم ..
وهو مثل يضرب : لمن يجلب السوء على نفسه ولو بدون قصد ..
3-" في بيته يُؤْتَى الحَكم "..
وقصة هذا المثل تقول: (قالوا إن الأرنب التقطت ثمرة فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب، فقالت الأرنب: «يا أبا الحسل»، فقال: «سميعاً دعوت»، قالت: «أتيناك لنختصم إليك»، قال: «عادلاً حكمتما» قالت: «فأخرج إلينا»، قال: «في بيته يؤتى الحكم»، قالت: «إني وجدت ثمرة»، قال: «حلوةٌ، فكليها»، قالت: «فاختلسها الثعلب»، قال: «لنفسه بغى الخير»، قالت: «فلطمته»، قال: «بحقك أخذت»، قالت: «فلطمني»، قال: «حر انتصر»، قالت: «فاقض بينا»، قال: «قد قضيت» ، فذهبت أقواله كلها أمثالاً.
4- " وافقَ شنٌّ طبقة "
مثل يضرب لشخصان يتفقان أوزوجان متفقان ...
وقصة المثل :
كان شن رجلا من اذكياء العرب ، فقال يوما: سأرحل في البلاد حتى اجد امرأة ذكية مثلي اتزوجها.
و بينما هو سائر قابله رجل، فسأله الرجل :
- الى اين تريد ؟
فقال شن :- الى القرية الفلانية.
فقال الرجل :- و أنا كذلك .
وبينما هما سائران معا قال شن:
"
-أتحملني أم أحملك؟
فقال الرجل :-أيها الاحمق، أنا راكب و أنت راكب ،فكيف أحملك و تحملني.
ثم مرا على زرع في حقل
فقال شن:- أترى أكل هذا الزرع أم لا ؟
فقال الرجل :- يا جاهل ، ترى نباتا فتسأل ان كان أكل أم لا؟
ثم مرا على جنازة
فقال شن :- أترى صاحب هذا النعش حي أم ميت؟
فقال الرجل:- يا جاهل ترى جنازة و تسأل ان كان صاحبها حيا ام ميتا؟
فسكت شن.
و أخذ الرجل شنا الى منزله ليكرمه ، و كان له بنتا تسمى طبقة. فحدثها الرجل عن اقوال شن ، فقالت طبقة:
-ما هذا برجل جاهل . اما قوله "أتحملني أم أحملك "، فأراد "أتحدثني أم أحدثك" لكي تقطعا الطريق بالحديث ، و أما قوله "أترى أكل هذا الزرع أم لا؟" فيعني "هل باعه أصحابه فأكلوا ثمن الزرع؟"، و أما سؤاله عن صاحب النعش"أحي هو أم ميت" ، فيعني " هل ترك الميت أولادا يحملون اسمه؟"
فخرج الرجل الى شن و فسر له ما سأله عنه شن في الطريق .
فقال شن :- هذا ليس من عندك .
فأجاب الرجل:هو من عند ابنتي طبقة.
فخطبها شن و تزوجا ، و أخذها الى قومه فلما رأوها قالوا :
{وافق شن طبقة}
5 • كلُّ الصَّيْدِ في جَوْفِ الفَرا .
الفَرأ : الحمارُ الوَحْشِيُّ , جَمْعُها : فِراء .
يُضْرَبُ هذا المثلُ لمن يُفضَّلُ على أقرانِه .
رُويَ أنَّ أبا سفيانٍ - رضي اللهُ عنه - استأذن على رسول اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - فتأخَّر إذْنُه , فلما دخل عليه قال : ما كِدْتَ تأذنُ لي حتى أذِنْتَ لحجارةِ الجَلْهَمَتيْنِ (1) ، فقال له رسولُ الله عليه السلام هذه المقالةَ اسْتئلافا له . والمعنى : أنك في الرجال كالفَرأ في الصيدِ .
وأصلُ المثلِ كما قال ابنُ السِّكيتِ : أنَّ ثلاثةَ نفرٍ خرجوا مُتَصَيِّدين , فاصطادَ أحدُهم أرنباً ، والآخرُ ظبْياً ، والثالثُ حماراً وحشيًا ، فاسْتَبْشرَ صاحبُ الأرنبِ وصاحبُ الظبْيِ بما نالاه وتطاولا عليه ، فقال الثالثُ : كلُّ الصيدِ في جوف الفَرا . أي هذا الذي رُزِقْتُ وظفَرْتُ به يشتملُ على ما عندكما ...
لكلِّ مثلٍ قصةٌ تُروَى
كلنا نعرف أن الأمثال هي حكمة وخبرة الشعوب ، ومرآة مجتمعاتهم المختلفة ..
ووراء كل مثل متداول، قصة علّمت الحكمة وأصبحت مثل يتناقله الكثير ويختصر التجربة ...
لذلك أحببت أن أقدم لكم قصص بعض الأمثال ..
وأذكر كنا مرة في الصف الأول ثانوي وطُلب منا واجب، وهو كتابة مئة مثل مع قصة كل مثل ..
وأنا أخذت من مكتبة المدرسة كتاب بعنوان أمثال العرب ، وجمعت مئة مثل ..
ومن هذه الأمثال التي أذكرها :
1-" رجع بخُفَي حُنين"
أصلُه أن (حُنَيناً) كان إسكافيا من أهل الحِيرة، فأراد أعرابي أن يشتري منه خُفَّين، وساومه فاختلفا حتى غضب حنين.. فأراد أن يغيظ الأعرابي.. فلما ارتَحَلَ الأعرابي أخذ حنينٌ أحدَ خفيه وطَرَحه في الطريق ثم ألقى الآخر في موضع آخر فلما مرَّ الأعرابي بأحدهما قال : "ما أشبه هذا الْخفَّ بخف حنين! ولو كان معه الآخر لأخذته"، ومضى. فلما انتهى إلى الآخر نَدِمَ على تركه الأولَ. وقد كَمنَ له حنينٌ يراقبه. فلما رجع الأعرابي ليأخذ الأول، سرق حنينٌ راحلته وما عليها وذهب بها!
وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخُفَّانِ فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟ فقال : "جئتكم بِخُفَّيْ حُنَين"!
فذهبت مثلاً ، يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة ..
2- "على أهلها جنت براقش "..
وفي صيغة أخرى: "على نفسها جنت براقش "..
وبراقش هي كلبة لقوم هاجمهم الأعداء فاختبؤا ، وبعد يأس العدو من إيجادهم ، هموا بالرحيل
لكن براقش بدأت بالنباح ، حتى سمعها الأعداء فوجدوهم ثم قتلوها وقتلوهم ..
وهو مثل يضرب : لمن يجلب السوء على نفسه ولو بدون قصد ..
3-" في بيته يُؤْتَى الحَكم "..
وقصة هذا المثل تقول: (قالوا إن الأرنب التقطت ثمرة فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب، فقالت الأرنب: «يا أبا الحسل»، فقال: «سميعاً دعوت»، قالت: «أتيناك لنختصم إليك»، قال: «عادلاً حكمتما» قالت: «فأخرج إلينا»، قال: «في بيته يؤتى الحكم»، قالت: «إني وجدت ثمرة»، قال: «حلوةٌ، فكليها»، قالت: «فاختلسها الثعلب»، قال: «لنفسه بغى الخير»، قالت: «فلطمته»، قال: «بحقك أخذت»، قالت: «فلطمني»، قال: «حر انتصر»، قالت: «فاقض بينا»، قال: «قد قضيت» ، فذهبت أقواله كلها أمثالاً.
4- " وافقَ شنٌّ طبقة "
مثل يضرب لشخصان يتفقان أوزوجان متفقان ...
وقصة المثل :
كان شن رجلا من اذكياء العرب ، فقال يوما: سأرحل في البلاد حتى اجد امرأة ذكية مثلي اتزوجها.
و بينما هو سائر قابله رجل، فسأله الرجل :
- الى اين تريد ؟
فقال شن :- الى القرية الفلانية.
فقال الرجل :- و أنا كذلك .
وبينما هما سائران معا قال شن:
"
-أتحملني أم أحملك؟
فقال الرجل :-أيها الاحمق، أنا راكب و أنت راكب ،فكيف أحملك و تحملني.
ثم مرا على زرع في حقل
فقال شن:- أترى أكل هذا الزرع أم لا ؟
فقال الرجل :- يا جاهل ، ترى نباتا فتسأل ان كان أكل أم لا؟
ثم مرا على جنازة
فقال شن :- أترى صاحب هذا النعش حي أم ميت؟
فقال الرجل:- يا جاهل ترى جنازة و تسأل ان كان صاحبها حيا ام ميتا؟
فسكت شن.
و أخذ الرجل شنا الى منزله ليكرمه ، و كان له بنتا تسمى طبقة. فحدثها الرجل عن اقوال شن ، فقالت طبقة:
-ما هذا برجل جاهل . اما قوله "أتحملني أم أحملك "، فأراد "أتحدثني أم أحدثك" لكي تقطعا الطريق بالحديث ، و أما قوله "أترى أكل هذا الزرع أم لا؟" فيعني "هل باعه أصحابه فأكلوا ثمن الزرع؟"، و أما سؤاله عن صاحب النعش"أحي هو أم ميت" ، فيعني " هل ترك الميت أولادا يحملون اسمه؟"
فخرج الرجل الى شن و فسر له ما سأله عنه شن في الطريق .
فقال شن :- هذا ليس من عندك .
فأجاب الرجل:هو من عند ابنتي طبقة.
فخطبها شن و تزوجا ، و أخذها الى قومه فلما رأوها قالوا :
{وافق شن طبقة}
5 • كلُّ الصَّيْدِ في جَوْفِ الفَرا .
الفَرأ : الحمارُ الوَحْشِيُّ , جَمْعُها : فِراء .
يُضْرَبُ هذا المثلُ لمن يُفضَّلُ على أقرانِه .
رُويَ أنَّ أبا سفيانٍ - رضي اللهُ عنه - استأذن على رسول اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - فتأخَّر إذْنُه , فلما دخل عليه قال : ما كِدْتَ تأذنُ لي حتى أذِنْتَ لحجارةِ الجَلْهَمَتيْنِ (1) ، فقال له رسولُ الله عليه السلام هذه المقالةَ اسْتئلافا له . والمعنى : أنك في الرجال كالفَرأ في الصيدِ .
وأصلُ المثلِ كما قال ابنُ السِّكيتِ : أنَّ ثلاثةَ نفرٍ خرجوا مُتَصَيِّدين , فاصطادَ أحدُهم أرنباً ، والآخرُ ظبْياً ، والثالثُ حماراً وحشيًا ، فاسْتَبْشرَ صاحبُ الأرنبِ وصاحبُ الظبْيِ بما نالاه وتطاولا عليه ، فقال الثالثُ : كلُّ الصيدِ في جوف الفَرا . أي هذا الذي رُزِقْتُ وظفَرْتُ به يشتملُ على ما عندكما ...
*****
وشكرا
مؤيدة بنصر الله / نادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق