سأدعوك اليوم يمامتي ،فأنا زيزفونتك أتذكرين !
وتراودني رغبة عارمة بأن أخبرك عني ما لا تعرفين …
هنا يا يمامتي لم تعد جارتي اليمامة ،فقد جاورتني جبال شاهقة عتيقة لا تشيخ ظهورها، من وراءها شمس تغرب ساكبة كل ألوان الطيف بعظمة وخفة كأنامل فنان لن تضاهي براعته عبقرية دافنشي، ثم تشرق عند كل صبح قاتلة عتمة الليل وكانسة كل فتات النوم الذي ذراه أرق شقيٌّ يعبث كل ليلة في مقتنيات صدري وقلبي …
هنا الزمن يبدو قد توقف ،وغاليتك ماتت مرتين …ماتت افتراضيا وماتت من تعرفين حقيقة…
هنا يا يمامتي فقدت الشعور بالواقع وأكاد أقسم أني أعيش حلما في اليقظة ،ولأول مرة أخاف الموت لأنه مجهول …
تصارعني الأفكار وأصارعها كالدون كيشوت ،وتدور تدور مراوح طواحينها مع رياح الأعاصير والحروب ؛حتى فقدت الكثير من معتقداتي وكأني أخرى لن تعرفين،
وبت بلا وطن تقتلعني دوامات الغربة من الجذور من الجذور ، وهو شعور قاس لو كنت تعلمين …
يمامتي : ما عليك من جيل الديجتال و الالكترونيات فهم لا يعرفون أن للقهوة سحر غجري، وأن للشمس مغناطيسية عاصفة ،وللقمر خجل عذراء ،وللجبل صمت شاهق …
هم لا يعرفون أننا نرسم بالحروف وننسج بالحروف …
أخيرا يمامتي أود أن أخبرك أنك بجناحيك الصغيرين دوما تنفضين الرماد لتستيقظ العنقاء مجددا ومجددا بعد احتراقها وخمودها في رماد نيران الواقع …
لك مني السلام
والشكر موصول لساعي البريد
غاليتك نادية