عين الحمق
تحسس انفك.. جرب استكشف تضاريس وجهك وابعاده
مرر اطراف اناملك على صفحة جبينك وفوق وجنتيك وشفتيك ثم توجه نزولا حتى تصل حيث ذقنك...نعم انحدر يمينا قليلا ثم تم دورة كاملة حولها.
لا بأس.. الان ارتفع مرة اخرى حيث تبيت عينيك، خذ وقتك عزيزي فلدينا المتسع منه، سبر غورهما ولا تبارحهما قبل ان تحصي منهما كل انحناءة وزاوية وخط و تجعيدة ..!
الآن عليك بالمرآة .. قف امامها وتأمل ملامحك جيدا.. حاول ان تحفظها..
افتعل بعض السعادة، الحزن، الحب، البغض، الطمائنينة، الخوف، الحلم، الغضب، الترقب، الامل، الخذلان، اليأس، البؤس...!
دعنا نكتفي بهذا القدر، هل رأيت تباين تقاسيم وتعابير وجهك عبر المشاعر المختلفة..؟
ربما تعجب لما سأخبرك به الان..!
انت لست كما رسمت في مخيلتك، وايضا لست كما بدا لك من خلال المرآة..!
انت كما نراك نحن...
نعم نحن ادرى بك منك.. نحن الاعلم بوجهك وتقاسيمه منك.. نحن من نراك مرارا وتكرارا، صباحا ومساء، هنا وهناك، نراك عن قرب وعن بعد، نرى الهفوات والالتفاتات، و مهمها برعت في كبح مشاعرك او راوغت وحاولت توجيهها على غير ما تكون او حتى لو تركت لها حبل العفوية على غاربه ايضا نحن اعلم بها منك.
فلا تكترث ولا تهتم...
و للعلم هذا ليس لحذاقة فينا او حمق فيك وليعاذ بالله، لكنها سنة الله في خلقه، قضت مشيئته ان يكون اجهل الناس بوجهه هو الانسان نفسه..!
لحظة... لكن هل يحدث ايضا ان نكون اعلم بسريرة احدهم منه..؟
هل يمكن ان نكون ادرى بمكنون روحه منه..؟
لست ادري على محمل التوكيد لكن في حال حدث ذلك فلا
شك انه هذا هو الحمق بعينه و بذاته..!
نسرين