مذكرات يوم أعمى و أخرس و أصم
كل صباح استيقظ على تسرب أشعة ضوء
الشمس التي تخترق غرفتي متجاهلة ستارة نافذتي ، و على زقزقة الطيور و هديل جارتي.
أما عن اليوم ,,فقد كان بعض الشيء مختلفا..!
استيقظت على جلبة تدور خلف باب غرفتي المغلق , شد و جذب، حديث يعلو تارة و
يخفت أخرى , في البداية لم أستطع تمييز السبب و العلة.
كان ذلك قبل أن أفتح عيني المتثاقلة بعد ليلة مارست فيها الأرق و لم يدم
النوم فيها اكثر من ثلاث ساعات
رفعت جسدي المتراخي و اعتدلت في جلستي متوسدة وساداتي , و بدأت أنصت
هناك كلام عن فاجعة أو مصيبة ,,, كارثة ,,,لا أدري ، لم أتحقق من الأمر بعد ..!
هي تقول : فتحت و لم تفتح
وهو يقول : جربيها مرة أخرى
فيستطرد أخر : فتحت أكثر من مرة و لا أمل
تتدخل الصغيرة في الحوار لتقول : لا بأس هكذا أفضل,,,, فما المشكلة ؟
يقاطعها قائلا : افتحي حاسوبك، تشاهدين بعينيك الكارثة..!
كارثة..!؟ .........هنا ينتابني القلق لأعتدل أكثر في جلستي و أتناول حاسوبي من فوق منضدة
سريري و افتحه لأجد الطامة في انتظاري..!
نعم إنها حقا كارثة و فاجعة لم تكن يوما في الحسبان..!
ما العمل ؟؟
كيف سيمر اليوم ؟؟
ترى إلى متى ستستمر المصيبة ؟؟
كلها أسئلة ملحة تبحث عن إجابة سريعة لا تحتمل الانتظار
هنا يُطرق باب غرفتي عدة طرقات مختلفة
سمحت لهم بالدخول فتحولت غرفتي إلى ساحة نقاش محتدم
الجميع يتكلم في نفس واحد,,,,,,,,,,,,,, ماما ...ماما ...ماماااااا,,,,,,,,,,,,,, ما العمل ؟؟؟
و أنا صامتة من هول المصيبة..!
و بعد الحاح منهم في السؤال ...مامااااا ما العمل ؟؟؟
أنطق و الحزن يعتصر قلبي و أسأل : هل عرف بابا ؟؟
يجيبني صغيري : نعم، عرف لكنه لم يعدنا بحل .... تصرفي يا ماما أتصلي ببابا
,,,,,,,,,,,,,تمر بنا الدقائق و كأنها ساعات
تنعدم الرؤية و تتلاشى الأصوات، نعجز حتى عن النطق..........
يعم العمى و الخرس و الصمم أرجاء المنزل
عندما يصاب اليوم بالعمى و الخرس و الصمم تكون شبكة النت مقطوعة..!!!
من الأرشيف... نسرين مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق