الاثنين، 14 ديسمبر 2015

عوسج و ياسمين

 
 
 
النص بقلم الكاتبة خلود العرند
 
سما الشام
 
 
عوسج وياسمين ..
 
 
وقفت أمامه مضطربة، يبدو على محياها سيماء الخجل، تمنت لو أنه يختفي للحظة، لكن أنامله شدت أناملها
 
 وبدأ سلم موسيقى النبض يعلو في أوردتها، هامسها بصوت رخيم
 
أخبريني ما بك! لماذا الليلك يشع حزينا من عينيك! ؟من الذي أحزن الربيع؟
 رفعت رأسها ناظرة إليه كمن يتساءل أهو نسيمك يشافي روحي أم أن روحك تحمل لقلبي رياح السموم! ؟
 وكأنما أدرك زمجرة نفسها فقال : أنا ذاك الذي عارك الحياة ونال منها مجدا وأمانا .
أنا الذي جعل الزمان يشيخ من شقائي ويمنحني عنفوانا ومالا وشبابا، سأختزل أيامي وأسقيها لك حنانا وتحنانا..
الليلة أنت عروسي غادري مخاوفك، سأزفك حتى حدود القمر وأجعل مفرشك نهدات النجوم وشرابك من شهد الغيم الحبلى بالمطر..
 
طالعت بعينيها خطوط الخمسين المرسومة على كفيه وهو يشدها نحوه برفق، فتح جناحه الذهبي وضمها، انطلق بها إلى آفاق قصية، كالسهم انغرس في أعماق أعماقها، وأطيار خيالية صحبتها إلى ليل العبودية.. مازال الباب مقفلا حتى ساعته على العوسج الشائك والياسمينة الغضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق