التعري
في منظوري.. يعد التعري من اعتى الأسلحة و
أقدمها، بل و أشدها فتكا بالبشرية على الاطلاق، فهو من نوع الأسلحة التي اذا ما
وجهت للهدف، تصيبه في مقتل لا محالة و لو
بعد حين..!
يدعم تلك النظرية هيمنة و ترويج الغرب للفكر
الاباحي المنحل تحت مسمى الحريات، و استخدام المرأة كسلعة بخسة لإغراق الكوكب في اللهث خلف المتعة- حد التغافل
و التغاضي عن شتى الانتهاكات- و من ثم إحكام قبضتهم على زمرة اللاهثين البائسين
و قد كان لإبليس السبق و الريادة في استعمال
سلاح التعري ضد البشرية في شخص آدم و حواء، عندما حرضهما على الاقتراب من الشجرة
المحرمة بدعوى الخلود، و في اعتقادي هو في تلك الجزئية ما كان كذوبا، حيث أن
الخلود في مضمونه الشمولي يمكن أن يعني
طاقة التكاثر و التزايد، و هذا ما تسنى لهما بعد تسلسل الأحداث و تعاقبها بداية من
لحظة إتيان الشجرة، و مرورا بمشهد التعري الفاجع، ثم وصولا إلى المحصلة,,,, طرد من
الجنة و اعمار للأرض بمصاحبة صراع و ثأر مزمن.
هنا ربما يتبادر إلى الذهن سؤال -فقط- للتأمل و الاعتبار ,,,,,من
الملام في تلك الحادثة...!؟
هل هو الشيطان الذي تكبر و عصى ثم غرر
بأبوينا وفتح عليهما باب الشهوات.!؟
أم هي حواء ذات النصف ذات، ناقصة العقل التي
تتمتع بمهارة الحض القصوى..!؟
أم آدم الذي ذعن للغواية و تقاعس عن القوامة
و عن أمر ربه فكان إمعة ابليس..!؟
أم أنها حادثة تشارك جل أركانها في الذنب، و
هي برمتها ليست سوى رسالة سماوية ، درس و عبرة لبني البشر.
قد كان الخلود لآدم غاية و ما كان إتيان
الشجرة إلا وسيلة لبلوغها
مما سبق نعي أنه بغض النظر عن الملام في تلك القصة و بغض
النظر أيضا عن إن كانت أداة التحريض هي الجشع إلى الغذاء أو إلى البقاء إلا أنه من
المؤكد أن ابليس اللعين –وفق مقادير الله-هو من أدخل الجنس إلى قاموس أسماء آدم عليه السلام، و أنه مهما اختلفت المسميات و الأساليب، يظل
العداء بيننا باق منذ الأزل و حتى الرمق الاخير,,,,,,,, فهل من معتبر..!!!
غفر الله لأبوينا و لنا ما تقدم و ما تأخرمن
ذنوب
نسرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق