كلما دقت الأجراس معلنة أنه حان وقت الرحيل، تنصرم
من أعمارنا بعض لحظات، تندثر، تذروها رياح النسيان.
بينما
هناك لحظات أخرى، عنيدة، تتشبث بجدر أرواحنا، ترقد في الأعماق، لكنها كرواسب
القهوة التي تثور مع التحريك بين حين وأخر، تطفو إلى السطح ، تطل بعينيها,,,, ربما
ليطمئن فؤادها، أنها ما زالت على قيد الذكرى..!
يحدث أن تحتفظ لسنوات طويلة بقطعة تعود لذكرى
خاصة مرت ذات يوم بحياتك ،و في كل مرة تقلب فيها أغراضك يقع بصرك عليها فتتساءل في
قرارة نفسك: ما هذا.!؟
ما سبب تواجد ذاك الشيء وسط أغراضي الثمينة
.!؟
ثم تتحسس مشاعرك بلطف، تجس نبضك ،،، هل
مازالت تعلو وتيرته كلما مر طيف تلك الذكرى..!؟
فتعجب عندما تجدك تقلبها بين أناملك بلا أدنى
رعشة أو خفقة و لو طفيفة
ما هذا ..!؟
إن
تلك القطعة ما عاد لها موقعا في خافقي,,,
لماذا إذا لا زالت هنا..؟
ترى لمن اعيدها ..!؟... هذا ما يجول بخاطرك
حينها.
فكل
من كانت تتبعهم تلك القطعة باتوا اليوم محض أطلال غابرة – أنت و هم على حد سواء-
فتكتشف و بكل يقين، أن تلك القطعة غدت
يتيمة الأهل بلا صاحب أو وليف، و أنت بالنسبة لها لست سوى العائل
الوحيد
فيرق قلبك مرار و تكرارا و لا تجد منك غير أن تدعها من بين أناملك لترقد بسلام من جديد بين أغراضك الثمينة حتى تجتاحك
نوبة حنين للذكريات -قادمة لا محالة- أو
ربما حتى اشعار اخر..!!!
نسرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق