حلم في اليقظة ..
ها هو أيلول يرفل بثوب ذهبيّ من أشعة الشمس ، ويزيّن
ناصيته بإكليل من وريقات الخريف البرتقالية ، ويزفر أنفاسا من رياح الشمال القارسة ، توشح سماءه بغيوم حُبلى بودقٍ وابل ، و سنونووات مهاجرة سوداء موشاة بطونها بالأبيض ، فتجتمع الأضداد ، ما بين حرارة وبرودة ، جفاف ورطوبة ، هجرة واستيطان
..
ونتوه في دوامة التعب ، فأجسادنا الصغيرة لا تتحمل تضاد
الكون الفسيح ...
كيف نتصالح مع الحزن حتى نصل للسعادة !!!
أليس الإنسان بمخلوق غريب !!
هل تشعر باقي المخلوقات بما نشعر ؟!!
كان يوما مزدحما بالحوادث المهمة ، لكني كنت كمن يحلم
...
أشعر بأن البشر أطياف تعبر ...
أتحدث معهم وأنا لا أرى وجوهههم ...
أسمع أصواتهم فتبدو كأنها صدى بعيد آت من حلم عابر ..
أمشي وأنا لا أشعر بقدميَّ تمشيان ، وتمرُّني ظلال
البشر مسرعة كأشباح ...
أكاد أرى ابتسامة على ثغري وأنا لا أشعر بها ...
مع ذلك راحة غريبة تسكن قلبي وصدري ..
كم كان شعورا غريبا أن تقضي يوما كاملا وأنتَ تشعر أنك
في حلم !!!
حلم في اليقظة
استمرّ يوما وليلة ونيف ، كنتُ فيه كعابر
سبيل انتعل دربا لا يدري وجهتها وهو حافي القدمين ...
ومن لُجّة ضباب الحلم ، أمدّ يدي وأُأَرجحها في الأثير ، لعلي أكتشف
هل هذه حقيقة أم أحلام !!!
روادتني أفكار متضاربة كأمواج عصفت بها رياح من جهات
مختلفة :
هل الحياة الدنيا حلم نعيشه ونحن لا ندري !!
أم أننا حلم من أحلام الحياة ، البعض منا رؤى جميلة
التأويل ، والبعض كأنه كابوس يؤرق عيون السماء
..
وأعود لأسكب قهوتي السوداء فتتلوّى في فنجاني الأبيض جامعة
التضاد مرة أخرى ، علّها تبدّد أضغاث أحلامي
المؤرِّقة التي أثقلت أجفاني المعلقة بغيوم حُبلى ، تمخضَّتْ ذات
يوم فولدت واقعا قاسيا ....
وريشتي المُنهكة التي غزا الشيب شعيراتها فطعنت في
العمر ، ما زالت ترسم بالأزرق سماء الغد الواعدة ...
وفي انكسارات الضوء في الحبات المنهمرة ، ترسم قوس المطر
بألوانه السبعة ...
في كلّ لون قصة وحكاية ، موشاة بأحلام أزليّة أبديّة بالسلم والأمان وإرادة التغيير ...
أشكرك إلهي وأحمدك ...
***
بقلم : مؤيدة بنصر الله / نادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق