الفضاء الافتراضي
عالم الانترنت ,, عالم المجاز ,, الفضاء الافتراضي,,, كلها مسميات لعالم شاسع مترامي الأطراف يعج بالمعلومات و البيانات
ما هي الشبكة العنكبوتية للمعلومات ؟ تاريخ نشأتها ,, و هل زاد معها العالم رحابة ام انه انكمش ليصبح قرية صغيرة ؟
هنا سنناقش ان شاء الله هذه الأسئلة و نتحاور حول بعض الأمور التي يهمنا معرفتها عن هذا العالم الذي اخترقناه او ربما هو من اخترقنا ,,,
في البداية دعونا نتخيل شكل الحياة قبل ظهور الانترنت ,,,,, أتذكر انها كانت تتميز بالهدوء و بطء الوتيرة و تباعد مدى ردود الأفعال او ربما تلاشيه ,,,
الان و بعد ظهورها و بعد ان فرض عصر ثورة المعلومات سطوته على المجتمعات تغير شكل الحياة
فمثلا
اصبح من اليسير ارسال نص رسالة من شخص الى عدد لا محدود من الأشخاص بنفس اللحظة و التأكد من وصول الرسالة و أيضا تلقي الرد في غضون دقائق.
الإجراءات البنكية و التعاملات الاقتصادية وكذلك التمتع بخدمة البيع و الشراء عن طريق شبكة التجارة الالكترونية المترابطة حول العالم والتي تسمح بتبادل كل و أي نوع من أنواع السلع المباح او حتى المجرم دوليا
تبادل كل أنواع المعلومات في شتى المجالات و سهولة اكتساب الشهرة و نشر المبادئ من خلال المنابر المتوفرة و كذلك اكتساب خبرات و تعلم كل جديد سواء كان نافعا او ضارا
نقل ملفات بين الافراد و المؤسسات و المنظومات و حتى على مستوى الدول مهما بلغ حجمها و محتواها و بمنتهى السرعة و الدقة
اتساع عالم الترفيه و التسلية عن طريق المنتديات او مواقع التواصل الاجتماعي او الألعاب الالكترونية التي تسمح بتشارك مجموعة من الأشخاص لا يجمع بينهم سوى الرغبة بنفس الشيء
هذا العالم الشاسع و الذي اخترقناه جميعا على استحياء ,, منا من خرج منه سريعا رافضا التأقلم معه , عاجزا عن التفاعل و منا من تحول من خلاله الى كود او شفرة برمجية لتصبح شبكة الانترنت بالنسبة له نظام حياة متكامل لا يحيا بدونه
و هنا من الجدير بالذكر الإشارة الى الإرادة و العزيمة الفردية و دور التربية و العقيدة في إدارة الشخص لعالمه الخاص بهذا الفضاء المتنوع و المنفتح و المتباين على جميع المستويات
أيضا من المهم تعلم و اتقان الشخص لوسائل حماية نفسه و تأمين خصوصيته – فلا يعُقل ان يخوض المحيط من يعجز عن فنون السباحة –
فأعلم ,,, انك و ان كنت عند الله كائن من لحم ودم تسجل اعماله بمنتهى الستر و الدقة على مدار حياته ليحاسب بمنتهى العدالة على ما اقترف يوم الحساب ,, الا انك بعالم المجاز لست سوى كود او رقم و كل خطوة قدم لك فيه تسجل عليك أيضا فبمجرد توصيل جهازك بهذه الشبكة تكونين قد سمحت للشبكة بالتزود بحجم كبير من المعلومات عنك و في حال التجول هنا و هناك عن طريق زيارة المواقع فقط او المشاركة بها فبالطبع يزيد حجم المعلومات الذي يصل الشبكة عنك حتى يتم تكوين ملف شامل عنك ,, بداية من مكانك على سطح الكرة الأرضية و لغتك و ديانتك مرورا باهتماماتك و رغباتك و وصولا الى معارفك ونظام حياتك بالكامل _ يحدث هذا و انت لم تكتب بعد حرفا واحدا يشير الى هذه المعلومات عنك – يحدث من خلال تحليل بيانات كثافة زياراتك و مشاهداتك المتوالية.
فكل موقع له قاعدة بياناته الخاصة التي تدون ما يهمها بمجرد زيارتك له و بالنهاية تترابط قواعد بيانات المواقع مع بعضها
حسنا ,, لا تقلق فلست انت من تعنيهم في شيء و لن يستخدموا معلوماتهم عنك في يوم ضدك فقط هو أسلوب متبع و قاعدة بيانات ترجع لها أنظمة المخابرات الدولية في حالة حاجتها لبعض المعلومات عن شخص ما تدور حوله اتهامات دولية او ما شابه
و لكن على مستوى اضيق,, ,, من اليسير التحكم بحجم المعلومات التي تصل الاخر عنك فيمكنك أيضا حماية خصوصيتك و تحركاتك في كافة المواقع عن طريق الخيارات المتوفرة للتحكم في السرية لتنعمي بتصفح الى حد ما امن
و بالطبع التحكم بمشاركاتك و كتاباتك " قول الله تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) "
بدأت الانترنت مع خمسينات القرن العشرين عندما طلبت وزارة الدفاع الامريكية من المختصين و الباحثين اكتشاف وسيلة متطورة في الاتصالات تمكن من ربط حاسوبين و اكثر مع بعض ,, و مع مرور الوقت تطور الامر و اصبح من السهل ربط مجموعة كبيرة من الحواسب و تشارك حجم كبير من البيانات فيما بينها و كان استخدام تلك الشبكة مقصورا على الجهات الاستخبارية و الميادين البحثية و العلمية وبمرور الأعوام تطور الامر اكثر و اكثر ليشمل كل فئات المجتمع و كل الشرائح ليغطي كل الاهتمامات عن طريق تبادل المعلومات و البيانات بين أجهزة ضخمة تعد خوادم "سيرفرات " لأجهزة المستخدمين في كل انحاء العالم
اذن فكل هذا العالم الشاسع و اللامحدود من البيانات مربوط في النهاية بقبضة يد احدهم لا ندري حقيقة من هو و ان اتفق بروتكول شبكة الانترنت في الشمول على انها ملكية عامة ولا تتبع احدهم بالتحديد
لكن واقع الامر يشير الى انه بكبسة زر واحدة و بمنتهى البساطة تتلاشى أسماء و معلومات و علاقات و مجتمعات ربما جمعها و فرقها المجاز لكنها حفرت بصماتها بالوجدان ,,,!!!
نسرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق