الأحد، 9 أكتوبر 2016

ثمرة الرمان والدم بقلم الأخت الفاضلة Unlimited




ثمرة الرمان والدم

بقلم الأخت الفاضلة : Unlimited



 

قصة من وحي الخيال

جُرِحت معنويا كثيرا إلا منها
أرادت ان تختبر كونها الجراح
كانت يديها ناعمتان وتخبئها بحرص بجيبي ثوبها الكبيران كلما لمحت سكينا حادة
كانت ذات ست سنوات تسهر حتى الصباح تحدق بتلك الالة الحادة
فهي تغالب يديها المتمردتان وايضا ترى للسكين عينان وجناحين يقترب لينغرس باحشائها
تعبث بخيالها ويعبث بها
اجتمعت السنين عقد بعد عقد ولم تجتمع فيها
فهي تك الطفلة فقط
أدلت بدلوها لملاكها الخيالي وأدلى بدلوه وارتحلا عن بعضيهما
حتى اخرجت يديها البريئتان على غير عادة وامسكت بالسكين واختبئت عند الوصيد

استندت على جدار يستند عليه اهلها بالجهة المقابلة
حدقت بمكان النبض جسته بشفتيها لتشعر بدفئة وتناغم حركته مرة تلو الاخرى
اسرع من الثواني!حتى قبلت السكين خد الشريان مرة تلو الاخرة
وبان الاحمر و اسمته لونا لرسومها وكتاباتها
خدر عجيب يشبه شعور اولئك
بكاء ابتسام حزن فرح خليط تراكمات اجيال
رفض وقبول
شعور ابليسي منتشي بنشوة القوة والضعف والتناقضات المتضادة
هكذا كلما اشتدت معارك جروحها بداخلها احدثت بجسدها ثقبا
لم يكن شيء لويقفها فهي حينها مغلقة العقل
حتى استيقظت صباحا على غير عادة
لترى امها تتأمل ثمرة الرمان فتحتها كالوردة دون ان تجرح حبات الرمان
قالت لها لونها الأحمر شهي!
فارادت ان تقتطع لها قطعة لكن يدي الطفلة هذه المرة مختبئتان بجيبي ثوبها الكبيران!
فعادا ليحدقا بها وقالت تلك الام
خريطة دقيقة جدا فصف الحبات داخلها مثل خلية النحل بشكل اهرامي فكيف يجحد به جاد!!
فكل حبة تتغذى وان انجرحت الرمانه من الخارج فهي تفرز غشاء يحمي الداخل
امسكت الطفلة باندهاش يديها تتحسس دمها المتخثر وكيف ان هذا الجسد يحمي نفسه منها!
هل أنا رمانة!

مالتراب ومالهواء فيني و من الساقي!
اردفت الام لتقطع حبل افكار ابنتها:
ففي جوفها خمسين الف خلية غزل تنتج الخيط وبداخل هذه الثمرة مجاري للماء لكل حبة فهي كالشرايين!
تجتمع غرف الحبوب في الرمانة الى اعلاها مشكلة وردة الرمانة
ويفصل بين الغرف الشحم وهو المادة الصفراء المحتوية لحب الرمان
وعند الرغبة بفتحها يتم قطع الوردة فتظهر خمس حواجز للشحم
فيتم قطع الرمانة من الخارج مقابل الشحم فلا ينجرح الحب ثم يتم قتحها فتشكل وردة مجتمعة في مكان العرق المغذي لها
انتهت!
وعيني ابنتها متسعتان جدا!
ساد الصمت الصاخب ذاك!
عم الزخم الساكن ذاك!
رغبات كالجنون انهالت على تلك واختلافات كثيرة
امسكت بسكين حادة ولكن هذه المرة امسكت بتلك الثمرة لتفتحها بلا جرح
فعلتها وقبلتها واعتذرت ان المتها
بلا جرح بقلب رحيم
لم تستطع تناولها
فقط تأملتها بلا جروح!
بلا نزف
وجميلة!سبحان الله شعور كنور النجم في غسق الليل
مازالت كلما ارادت يديها ان تخرجا من مخبئيهما امسكت بتلك الرمانة تفتتحها
علها تبحث عن وردتها النفسية فتعيش متصلة في عرق الفطرة المغذي, متماسكة رغم السريرة والظاهر العبودية و البشرية
كلنا تلك الطفلة كلنا لنا وردتنا كلنا لنا فطرتنا




***


بقلم الأخت الفاضلة : Unlimited


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق