الجمعة، 2 سبتمبر 2016

الإرادة القوية هدف أم وسيلة لتحقيق الهدف

الإرادة - القوية - هدف - طريقة - المريد - القوي - التصميم - العلم - التجربة -

الإرادة القوية هدف أم وسيلة لتحقيق الهدف ..






كلنا نسمع عن الإرادة ، وكلنا ارتبط مفهوم الإرادة عندنا  بقوة الشخص وأنه الذي لا يعرف التراجع  عن الأمور ...
أما تعريف الإرادة فهو :
 العزيمة والتصميم على الاختيار بعد المفاضلة بين عدة بدائل، والتحكم في العقل والجسد من أجل عمل ما يشاءه الفرد ، حتى ولو كان صعباً بدون أن يجبره أحد على ذلك، وهذا العمل قد يكون في صورة حركة بدنية أو عمليات عقلية أو منع سلوك معين من الصدور .....

وقد ارتبط مفهوم الإرادة بالرغبة والحاجة والسعادة ...

وما دفعني لكتابة موضوعي هو أنني رأيت طفلا معاقا ، كان يتكئ على  كرسي حديدي يجرّه أمامه ثم يتقدم به خطوة  بخطوة  ،  و كان يصر على الوصول إلى مكان جلوس أخته الصغيرة ،مع أنّ الطريق وعرٌ ،  فيه رصيف عالٍ ومتعرّج ، وقد استمر في المحاولة حتى وصل،  رغم أنه استغرق أكثر من ربع ساعة ليقطع عشرين مترا ...
فأعجبني إصراره وإرادته على تحقيق ما يريد ...


وقد لاحظت كما يمكن أن تكونوا قد لاحظتم أن الحصول على كل ما يرغب به الإنسان دون تعب ، وتلبية حاجاته ورغباته بسهولة ، يضعف من إرادته ومن عزيمته على اجتياز المصاعب إذا ألمّتْ به ، أو نلاحظ أنه ينهار عند أول عقبة تصادفه ...


 فإذا كانَ هناكَ فرقٌ كبير بينما أنتَ عليه وبينما يجب أن تكونَ عليه , هذه المسافة الكبيرة سببها ضعفُ الإرادة , وضَعفُ الإرادة من أحد أسبابها الهامة نقصُ العِلم ، فالعلمُ هو الطريقةُ لتقوية إرادتك ، إذا ازداد عِلمُك قَويت إرادتُك ، إذا قَويت إرادتُك وصلتَ إلى ما تصبو إليه .
ولنجعل أول مانصبو إليه هو الله ورضاه عنا ...

فقد ذُكرت الإرادة في القرآن الكريم :
(ولَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾

[ سورة الأنعام الآية : 52]

( و إن كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً ﴾

[سورة الأحزاب الآية: 29]

لاحظوا كيف أن الله ذكر الإرادة بذكره فعل يريد :

﴿ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾

﴿ وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾


لأن  الثبات على الدين والمحافظة على طاعاتنا سليمة أمر يحتاج إلى الإرادة القوية ..
فلطالما كان تلبية الشهوات والانزلاق في الخطيئة سهل ويسير ، أما البناء ومقاومة الشهوات والحفاظ على النفس من وسوسة الشيطان أمر يحتاج إلى جهد وتعب وقوة وإرادة ...


فما أسهل أن ينقاد الشاب إلى رفقة سوء تعلّمه التدخين مثلا ، فيعتاده ويصبح إقلاعه عنه أمر صعب ،  فلو كان عند هذا الشاب وعي أساسي لمضار التدخين ، لكان عنده إرادة قوية لتركه ، أو حتى لم يجربه مطلقا ..

عندما أذهب إلى الحديقة أشاهد الكثير يمارس رياضة المشي ...
أحيانا أشاهد شخصا سمينا يمشي أسبوع أو اثنان ثم يترك ولا نعود نراه ...لماذا لأن المشي والرياضة تحتاج إلى إرادة وعزيمة واستمرارية ، فالبعض يتعجل النتيجة وعندما يمرّ شهر مثلا ولا يرى أنه قد نحف أو نقص وزنه فإنه يستسلم ...
لكنه لو عرف أن الأمر يحتاج وقتا وأنّ الرياضة في البداية تؤدي لزيادة الكتلة العضلية فلا ينقص الوزن إلا بعد فترة ، لصبر وتأنّى ، وأنّ الرياضة تقوّي القلب والجسم وتبعد أمراضا كثيرة لاستمر بها ، وهنا يأتي دور العلم والمعرفة لمضار وفوائد كل شيء ...

فعند ما أعلم مضار التدخين وفوائد الرياضة وحلاوة القرب من الله ، عندها فقط أجعل عقلي يسيطر على رغباتي  من تدخينٍ وإفراط ٍفي الطعام وكسلٍ في أداء العبادات ...

بقيَّ الفرق بينَ أن تملكَ الإرادةَ بعدَ فوات الأوان , وبينَ أن تملِكها في الوقت المناسب , لا بدَّ من أن تملِكها بعد أن تدفعَ الثمن ( مرض في الرئتين بسبب التدخين ، سمنة مفرطة ، وآثام ترهق كاهلك ) ...

 أما البطل هو الذي يملكُها بالعِلم لا بالتجربة , لا بدَّ من أن تَمِلكَ إرادةً قوية , إما أن تملكها بعدَ أن تدفع الثمنَ باهظاً , وبعدَ فوات الأوان , وعندئذٍ لا تستفيد من هذه الإرادة القوية ، وإما أن تملكَ الإرادة القوية , بسببِ العِلمِ الذي تُحصّلهُ وأنتَ في مُقتبل العمر ، ومن تجارب الآخرين ....

والقناعة من صفات المُريد ( ذو الإرادة ) الصادق , يقنعُ بما قَسمهُ اللهُ له ...
دائماً المُريد صابر , وقَنوع , وراضٍ ...
والذي يُريد الدنيا وزينتها , دائماً لجوج , وناقم , وساخط ...
 وقلبُ المُريد لا يهنأ  إلا إذا وصلَ إلى الله عزّ وجل ، يُثلجُ قلبهُ أن يرضى الله عنه .

***


مع كل ودي وأمنياتي بتحقيق ما تصبون إليه

***

بقلم مؤيدة بنصر الله / نادية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق