لغز-الحياة - الموت - الأحلام - العلم - الحب - الحرية - مصطفى - محمود - كتب - النسبية -
لغز الحياة والموت
كزغب عصفور وليد ، طريةٌ
صغيرة تكون أفكارنا في أول طور من رحلتنا ،
ما تلبث أن تقسَى وهي تتحول إلى ريشة ملونة تتهادى وتلتف مع زفرات الرياح
عندما تبدأ العراك مع ظروف الحياة ...
خلال ذلك العراك والسقوط
والصعود تجتاح عقولنا أسئلة شتى عن الموت والحياة والزمن والأحلام والحب والحرية
والعلم والفضاء والطبيعة ، ومنا من يحاول البحث عن الأجوبة ومنا من يستمر بلا
مبالاة تاركا صفحة الإجابة بيضاء علَّ الأيام تخطُّ الجواب ....
في دروس العلوم لطالما
تساءلت عن لغز الحياة في الخلية المجهرية وفي السيتوبلازم ، وفي سر المحاكاة بين
الذرة التي تتألف من نواة تحوي كل أسرار الحياة وتجاربها وتدور حولها الكترونات
متناهية في الصغر تغلي بطاقة هائلة ، وبين
الفضاء وشمس مهيبة تسبح حولها كواكب مستنيرة ...
وتساءلت عن لغز الموت
عندما درسنا أن الكريات الحمراء في الدم ترتشف وتموت في الكبد والطحال بعد 120 يوم
من ولادتها في نخاع العظم الأحمر ، وفي نفس اللحظة التي تموت فيها تولد خلايا
جديدة ...
و هالني هذا التناغم بين
الحياة والموت !!
وكم تصورت أن الأحلام
عالم آخر خاص ندور فيه ربما لنفهم واقع الحياة المرير وأنفسنا أولا ، تلك الأحلام
التي تتعمق فينا ونحن نائمون ، واحتار العلماء في تفسير سببها ورموزها وماهيتها
وكيفيتها ، فلا استطاع " فرويد " ولا " يونج " ولا "
أريك فروم " أن يحلّوا اللغز ...
ولا نتمالك إلا أن نُسَّبِح
بعظمة الخالق و قدرته، وأن نتساءل ونتساءل ومهما بلغنا الجواب نجد أنفسنا نراوح في
السؤال ، ويبدو العلم نقطة في بحر هذا الكون وفي عظمة الخالق ، ودائما بشكل أو آخر يقودنا التساؤل إلى الخالق وتوحيده
والانبهار بقدرته ،لأن لا أحد يستطيع أن يخلق من العدم حياة ولا أحد يعرف اللغز إلا
خالقه ....
ومؤخرا أبحرت في رحلة ممتعة في كتب الدكتور "
مصطفى محمود " أولها ( لغز الموت)
وهو هدية من صديقتي الغالية والذي حفزني للبحث عن كتب أخرى ( لغز الحياة ،
أينشتاين والنسبية ، الأحلام ) وغيرها
لنفس الكاتب ...
الكتب أعادت التساؤلات
جميعها إلى السطح ثانية ، بطريقة علمية مبسطة وبلغة سلسة ، يحاول الكاتب أن يخبرنا
أن العلم كان مفتاح الطريق إلى الاعتراف بقدرة الخالق و وحدانيته، من خلال إيضاح أسرار علمية
مهيبة عن الحياة والموت والكون ونسبية كل شيء في الحياة وقوانينها وأن العلم يفسر
الأشياء الكمية والنوعية ولا يفسر الماهية التي هي بيد الله تعالى فقط والذي خلق
من الميت الحي ... وأن الواقع ليس ما نراه تماما ، فالألوان أمواج ، والضوء منحنٍ
والمادة مهما بدت مصمتة إلا أنها مخلخلة فيها فراغات ، وضوء النجوم الزاهية الذي
نظن أننا نراه الآن هو في الواقع ماضي هذه النجوم التي ربما انطفأت ورأينا ضوءها
المسافر بعد ملايين السنين ، فالزمن
والمكان والحركة والأطوال كلها نسبية ...
رغم أني لم أحصل على حلّ
لغز الموت أو الحياة أو الزمن أو الأحلام ، مما كتب الدكتور مصطفى محمود وأفاض فيه وأطنب -
خصوصا في كتاب الأحلام الذي حكى فيه عن الأحلام والواقع والوهم والحب بإسهاب وتكرار رأيته بلا فائدة أحيانا - إلا
أني استمتعت بالقراءة وخصوصا كتاب ( لغز الموت ، لغز الحياة ، أينشتاين والنسبية )
واكتسبت معلومات علمية جديدة وأحببت وصفنا بالشجرة ونحن نائمون في كتاب " لغز
الموت " و بوصف الجسد حقيبة للروح ،
لكن بقي كل شيء نسبيا ومفتاح اللغز بيده تعالى وجلّ ....لنعود لنقطة البداية ...
******
مؤيدة بنصر الله / نادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق