الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

فكرة

 
 
 
تبنيت فكرة.........
..........تولدت لدي فكرة
بنات أفكاري...........
...........سممت أفكاري
كانت فكرة و ماتت في مهدها..!!
ترى لماذا نصبغ الأفكار بصبغة الكائن الحي..!؟
هل  الفكرة حقا ترقى لتضاهي الكائن الحي، وهل لها نفس معزة الأبناء في القلوب سواء مولود لنا او تبنيناه..!؟  
ترى هل هذا هو سبب تشبث  الانسان بأفكاره و دعمها و إن  ايقن في قرارة نفسه انها خطأ..!؟
 في أي حوار بين طرفين او نقاش جدلي، لك افكارك و له أفكاره التي يدعمها و بشدة ،و هنا تسير الأمور على درب احتمالين فحسب ،،، لا ثالث  لهما
اما ان نخرج من النقاش فائزين به، او بقلب الطرف الاخر
اكيد إن لم نجنح الى السلم فنصمت، و هنا نكون قد وجهنا للتواصل ضربة  في مقتل،،، نكون قد مجدنا الانغلاق، نصبنا مقاصل الرؤى بل افقدنا الآفق رحابته، لنكتفي بالعيش في زاوية لا تربو عن سم الخياط ،نتأمل من خلالها الكون و نتحسر على ما كان و ما سيكون.
اما في حال التداول الحر للأفكار، و اطلاق اجنحة الحديث و إن تعارض مع المنطق و المعقول....هنا  تشرع كل النوافذ، فنجد أن الابداع هو السمة  المسيطرة  و من ثم تصبح الفكرة بمثابة رئة ثالثة تضخ  الاوكسجين فينبت للنقاش أغصان وارفة  تحمل من الزهر و الثمر الكثير.
أحيانا نسكن أفكارنا، بمحض ارادتنا أو مجبرين -سيان- فتصبح سجونا لنا، ضيقة مصمتة، لا تتسع لسوانا، ننعزل فيها عن الكون، و نكافح بكل ما اتانا الله من قوة الا نبارحها، و هناك من يلقى حتفه دون أن يغادر فكرته..!!
 لكن ما أروع أن نصبح كالفراش الذي يحط بحرية و خفة فوق الازهار على اختلافها، ينهل من رحيق هذه و تلك.

و أحيانا أخرى تسكننا الأفكار و تعشش فينا، فتصبح كقيد نحمله على اكتافنا أينما ذهبنا حتى تدخل معنا قبورنا و نحاسب عليها..!! 
و هنا تتجلى أهمية اكتساب ثقافة تقبل الاخر و إن اختلفنا معه، و امتلاك القدرة على رؤية الأمور من عدة ابعاد و اكثر من منظور
تقبل الاخر لا يعني بالتأكيد  اعتناق أفكاره او السير تحت لواءه، و إنما فقط نفتح العيون و نسمح لها برؤية كل الأطياف على اختلافها، فحتما هناك ما يستحق

في النهاية نعيش اعمارنا نحمي أبناء ارحامنا و أبناء عقولنا، ويستمر الكفاح و الصراع بين الأفكار و بعضها حتى الممات..!
 
***********
 
نسرين مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق