الاثنين، 10 أغسطس 2015

نظرية العجز المكتسب

نظرية العجز المكتسب 




عندما نفشل ما ذا نفعل ؟؟؟


هل نكرر المحاولة ؟؟


هل نيأس ؟


هل نفكر بأسباب الفشل ونحاول التعلم ، أم أنها صفعة ألهبت خدنا لحظات ، فطأطأنا رؤوسنا ، وكانت إحباطا لنا ، فنعود أدراجنا 

ونظل نتجرع مرارة الماضي البعيد وربما القريب ؟؟


قرأتُ منذ فترة  عن تقليدٍ في الهند لتدريب الفيل في السيرك بربط الفيل الصغير بحبال رقيقة ، فيحاول الفيل مرارا وتكرارا أن يفك 

قيده ويقطع الحبال لكن دون جدوى لأن الفيل صغير  ولا يستطيع  قطع الحبل بهذا العمر ، ثم يتوقف الفيل عن المحاولة ويستسلم ، 

ويكبر ويصبح قادرا على قطع الحبال بل وجرّ خيمة السيرك بالكامل ، ولكنه لم يعد يحاول ، لأنه تعلم منذ الصغر بأنه عاجز ...


تسمى هذه النظرية في علم النفس  : نظرية العجز المُكتسب


حيث يتعلم سلوكيا أنه عاجز ، وحتى عند تغير المعطيات والواقع فلا يحاول ...


كم من حبال - ولكن حبال ذهنية - رُبطنا أو رُبط أطفالنا بها ،
 وكبرنا أو كبروا  ولم نحاول أن نستثمر طاقتنا أو طاقتهم ، وبقينا أسرى الفشل والسلبية والماضي السحيق ؟؟


ماذا نستطيع أن نفعل لو حاولنا فك تلك الحبال والانطلاق والتحرر وتحرير طاقتنا ومواهبنا التي أودعها الله فينا وفي أبنائنا ...



أتذكر عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي ، كنت من المتفوقات  وآخذ الترتيب الأول دائما ، لكن في الصف الخامس واجهت 

مشكلة في مادة الرياضيات ،  وكانت علامتي 9 من  10 في الاختبارات  حتى وصلت إلى آخر اختبار من الفصل النهائي


هل استسلمت وأنا تلك الطفلة ؟؟؟  كلا أبدا ..


أذكر أني  صعدت إلى سطح منزلي وفي يدي لوح طباشير


أمسكت الكتاب وأردت فعلا أن أعرف السبب ، وكان ما يدفعني أن مُنافستي على المركز الأول في الفصل ،  كانت تحصل على 

العلامة الكاملة ...


إذا ما العيب ما الخلل معي ؟؟؟ لماذا أحصل على العلامة تسعة من عشرة ؟؟


بدأت بالحل خطوة خطوة  على سطح المنزل بلوح الطباشير ، حتى امتلأ السطح


أردت أن أرى الصورة أكبر ، وحللتُ الكتاب صفحة صفحة ...


أجمل شيء في اليوم التالي كانت علامتي عشرة من عشرة ...


لن تصدقوا كيف كان شعوري وقد كسبت التحدي ، ولم أتوقف عن المحاولة  " كذلك الفيل الصغير " ..


رغم أن ترتيبي كان الثاني على الفصل ،إلا أن حلاوة  التغلب على الفشل  كانت أحلى ورسمتْ خطوط شخصيتي ، وبقيت في 


المركز الأول للأعوام القادمة جميعها  ...



لذلك أخوتي : الفشل سابقا لا يعني عدم المحاولة لاحقا ...


لنتحدث مع أنفسنا ولنفتح حوارا بين الأنا والأنا ، لنطلق طاقتنا الإيجابية ، فقدراتنا تتغيّر وتتطوّر ولا تقف عند الفشل


بل نتعلم ونحلل ونسعى للمحاولة بإذن الله من جديد ، كم من إنجازات عظيمة بدأت بخطوات متعثرة ، ثم صارت إنجازا عظيما 


!!!!  كاختراع محرك السيارة أو الطائرة ، أو الهاتف ....


والسؤال يطرح نفسه :


هل تعلمتَ  من الفشل أم كذلك الفيل توقفتَ عن المحاولة  وأُصبتَ بالعجز المكتسب ؟؟




***



بقلم مؤيدة بنصر الله 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق