نسجتُ خيوط المطر
عندما انسَلَّتْ من بين أصابعي حباتُ المطرْ
تبدَّدَ حلمٌ كان ذات يوم في السَّحَرْ
ووجهكَ بكلِّ تقاطيعه
رسمتُه في الفكرْ
فقطَّعتُ الورق واسمك
وكلَّ الصورْ
تركتُ في قلبي أبيضَ
مفرقكِ سرّا مستتر
وطويتكَ كورقة خريف
في كتاب العمر
وكلما مددتُ أصابعي
انغرزتْ في جُدُرِ الدهر
عبثا أبدد ضباب
أنفاسك على زجاج العمر
وأعرف أنك ترتشفني
صباحا كقهوة السَّحَرْ
تضمُّ جفنيك حابسا
ذكرى "أنا" كالجمر
و" أنا "
هربت منك كطفلة تلَبَسَّهَا الذّعرْ
خشيتْ أن تتسرَّبَ من
بين أصابعها كالمطر
وطوتْ أجنحتها كعنقاء
تحت رماد مستتر
وطفلتكَ قد كَبُرتْ وصارت أنثى تستعرْ
بسنارةٍ من ألمٍ وذكرياتِ
العمر
نسجتْ خيوط المطر ...
شالا تدلَّى على
الظهر ...
وكما لا يُمحى المطر
عبثا تحاول محوَّ الصُّور
****
بقلم مؤيدة بنصر الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق