الاثنين، 10 أغسطس 2015

في حقيبة سفر



في حقيبة سفر 






في حقيبةِ سفرٍ ... بحذرْ....


رتَّبتُ رِحالي وأوراقي و طويتُ أياما من العمرْ


ثمَّ انتعلتُ دربا طويلةْ




وكنتُ يوما ياسمينةً  تعترشُ مفاصل الجُدرْ


في تلك الدارِ العتيقةْ 


تشهق هواءً في رئة ،وتزفر الشذى والعطر  


 تنهيدةً فتنهيدةْ




حَكتني السنونو تغريداتٍ حزينةٍ عند السَّحَرْ


و لم أكن أريد إلّا تِيْنَةْ


زرعتُها يوما في منكبيِّ الوطن وعند الخَصْر  


فخطفَتها مني تغريبة





بخوفٍ خبَّأتُ حنيني ومُصحف أمّي الأخضر


وحُلمي كان غيمةْ


أنسجُ فيها وشاحا شفافا من خيوط ِالمطر


 يغسل عني الغُمّة





حططتُ رحالي ،فوشَتْ غربتي السّر المستترْ


  ثم هممّتُ بفتح الحقيبة




ضبابٌ أغشى العيون وزفراتٌ من تِنينِ جمرْ


أشعلَ حربا مُستعرة



سكبتْ قهوتي ،أحرقتْ وجوهَ الناس والحجرْ

فهربتُ بصمتِ خاسرةْ




ووجدتُني على الدّرب عابرةَ سبيل زادها الصبر


لم تُردْ إلا استراحةْ




"مهلا"




 قلتُها لنفسي وفتحتُ بكلِّ إصرارٍحقيبةَ السَّفر


خرجتْ عنقاء أسطوريَّة



فرَدَتْ جناحيها وطارتْ كأنثى بكلّ ثقة تستَّعِرْ


وهمستْ همسة شجيَّة :




في حقيبتكِ الوطنُ والبيتُ وذرَّاتُ رماد العمرْ


وأنيابُ الدِّهر كليلةْ




هاكِ ريشتَكِ ! ارسمي الشمسَ وقوسَ المطرْ


فكل ما أريد وطنا أيّا صغيرة !





 ****




بقلم مؤيدة بنصر الله 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق