نوستالجيا
لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً.... فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ
"أبو العتاهية"
بين ارخاء و
جذب تترا، متصلون نحن بماضينا عبر شبكة خيوط خفية، فتتعاقب علينا نوبات حنين....
نوستالجيا..!
هي كلمة من
أصل يوناني، تعني الحنين للماضي والذكريات
، فيما مضى كان يعتبرها المجتمع من أعراض الاكتئاب و رفض الواقع، و مع الزمن تحولت
لشعور مجتمعي سائد، و باتت نوع من الثقافة يُعنى بكل ما هو قديم، سواء مقتنيات أو فن
أو أدب، كنتيجة لذلك ازداد عدد أتباع النوستالجيا، لا سيما و قد رفعت عنها وصمة
المرض النفسي، بل و على العكس أصبحت سمة للمثقفين، و لأولئك الذين يتقطر منهم
العمق أينما نطقوا.!
لماذا دائما
ما يجذبنا الماضي بتفاصيله؛ و ما سر الرغبة الجماعية الحثيثة للعودة لأعمارنا
السابقة.!؟
حرضني هذا
السؤال على التفكير و بالتالي الانسياق و ممارسة الثرثرة الجوفاء من جديد
ربما يزداد
حنين الانسان لماضيه على حساب حاضره و مستقبله، مدفوعا لذلك بميله الفطري لليقين،
فالإنسان دائما عدو ما يجهل.
و ربما تعود
رغبة العودة لأعمار سابقة، لنجاحات و
إنجازات تمت، و قد لا تسعفنا طاقاتنا اليوم لتحقيق المزيد منا.
و قد نتمنى
العودة للماضي حتى نعدل خياراتنا .!
و من ذرائع
الحنين للماضي أيضا، المسؤولية وأعباء الحياة التي تطوق الأعناق كلما تقدم بنا
العمر و بالأخص من يشق عليهم الالتزام
لكن من المؤكد
أنه بمرور الزمن تبلغ المدارك نصابها، تأخذ الأمور مواضعها، تتضح الرؤية، فنفقد بذلك قدرا لا بأس به من العفوية، و
بالتالي نتحول إلى محض كائنات رتيبة، تعيش وفق قوالب ثابتة، تؤدي و بإتقان أدوارا
محبوكة,,,,, و هكذا دواليك على نفس المنوال.!
بشكل شخصي، كثير ما يغلبني الحنين لروائح الزمن
القديم، فاغمض عيني و أستمتع بصحبة نوبات
النوستالجيا، اسافر معها عبر الزمن حيث
باحة الجدة و أزيز الأرجوحة و سكاكر السوس، حيث شغف البدايات و دهشة الاكتشافات.
ماذا عنك...
هل تزورك النوستالجيا..!؟
هيا ،فتش فيك
عنك,,, حتما ستصيب متعة..!!!
نسرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق