مراجعة
حول رواية (House at the corner) للكاتبة إنيد بلايتون
حظيت مؤخرا
بقراءة كتاب منزل عند الناصية (House at the corner ) للكاتبة المعروفة إنيد بلايتون ( Enid Mary Blyton
) بنسخته المطبوعة الانكليزية ، وسُعدت جدا وأنا أتجول في ذلك المنزل مع الكاتبة أتعرف
على شخصيات ساكنيه ، بدءا بقدوم العمة "غريس" حازمة أغراضها وقفص ببغائها مع طعامه (بذور دوار
الشمس ) إلى المنزل الذي ترعرعت فيه وهي صغيرة وكان معروفا ب "المنزل عند
الناصية " لأن المسافرين كانوا يستطيعون رؤيته من نوافذ القطار الذاهب إلى
المحطة عند الزاوية مواجها الهضاب ،
وساهمت العمة " غريس " قديما في الاحتفاظ به وفي مساعدة ابن أخيها صاحب
المنزل ورب أسرة " فاريل " ليصبح ذلك الدكتور الجراح "جون " بتفهمه وروحه الطيبة وهدوئه ، مرورا بزوجته
" لوسي " ، إلى البنت
الكبرى "باميلا " المعتدة
بذكائها وجمالها وأنانيتها ، إلى الأخ الأكبر " توني " الذي أخذ الدنيا
لهوا ومزاحا ومقالب يطبقها على أستاذه دون أن يحاول استغلال ما حباه الخالق به من
ذكاء ، إلى كبش الفداء " ليز " التي كانت طيبة القلب عادية المظهر
بنظارتها وجهاز تقويم حول أسنانها الأمامية ودرجاتها العادية في المدرسة - إلّا تميزها في مادة
الكتابة - ومحاولتها كتابة قصص للأطفال ،
دون أن تحظى باهتمام وتشجيع عائلتها ، إلى التوأم " ديليا و دايفيد" ذي العشر سنوات واللذين كانا بارعين في أعمال
الحديقة والبستنة والاهتمام بالحيوانات والطيور لدرجة معرفة كل شيء عنها ودراستها
، مع صديقهما الوفي والحكيم " مايكل " وانتهاءً بمدبرة المنزل الاسترالية " غريتا " التي
كانت تعتبر نفسها ويعتبرونها فردا من العائلة ما عدا البنت الكبرى "باميلا "
التي تعاملها كخادمة ...
العمة "
غريس " كانت لها نظرتها الثاقبة
وساهمت لدرجة كبيرة في تغيير منحى مسار الأحداث في شخصيات القصة ، فشجعت "
ليز " التي كانت تتمنى أن يناديها الجميع " أليزابيث فاريل " لتكون
كاتبة ناجحة وتراسل الصحف لنشر ما تكتب بل و تتلقى أجرا على ذلك دون معرفة أحد ...
وساعدت التوأم
ليعتبرهما الجميع مسؤولين وبالغين ، ومراعاة تميزهما ، وبطريقة أو أخرى لتكون "بام أو باميلا " غير أنانية وتتعلم
أعمال المنزل ، و "توني " ليكون مسؤولا ، و" لوسي " الأم
لتغير طريقتها في تشجيع " بام وتوني
"على الأنانية وعدم المسؤولية ،واعتبار التوأم المسؤول أطفال رضع ، والعائلة كلها لتحافظ على المنزل وتكون متحدة
بعد نكبة إصابة الدكتور "جون فاريل " في حادث سيارة أثرت على يده اليمنى
ليتوقف عن العمل لمدة سنة تقريبا ويتوقف
أجره ...
في يوم
الحادث كانت باميلا تتصرف بوقاحة مع والدها وطلبت منه عدم الحضور لمشاهدتها في دور
الأميرة في مسرحيتها ، لأنه كان قد طلب منها الاهتمام باختبار المنحة للجامعة ،
فلامت نفسها ثم خسرت بالفعل المنحة ، فطعن غرورها بذكائها ، وكانت لابد أن تشارك
في أعمال المنزل التي كانت ترفضها وخصوصا بعد تسببها في رحيل غريتا بوقاحتها ، ومشاهدة
أختها ليز والتوأم وحتى توني الذي بدأ بالعمل ، يعرضون المساعدة والمشاركة في
مصاريف المنزل بعد حادثة الأب ...
كما تعرض
" توني" بهزله وعدم مسؤوليته للطرد من المدرسة لتسببه في إيذاء أحد
الطلاب أذية بالغة أثناء تدبير المقلب ، فتركه كل أصدقاؤه الذين كانوا يشجعونه
أثناء الضحك وأداروا ظهورهم عند المحنة ...
العمة
"غريس " بعدة طرق استغلت المحنة
لتتغير باميلا ولوسي ، ثم عرضت مالها بعد تأكدها من تغير " باميلا " لإرسالها للجامعة
والاحتفاظ بالمنزل عند الناصية ...
القصة
فيها دفع لتكون العائلة متحدة وألا يفكر الشخص أو الفرد بنفسه فقط بل بالعائلة ككل
، وأن الإنسان المستهتر الأناني سيتلقى يوما صفعة قوية ليتغير ، وأن النفس تنعكس
على المظهر ...
أقتبس من
الكتاب حكمتين رائعتين هما :
Pray to God, sailor- but row for the shore," "
( صفحة 210)
(صلّ إلى
الله أيها البحار ولكن عليك أن تجدف لبلوغ الشاطئ ) كمثلٍ عن أننا يجب أن ندعو
ونصلي لله ونتوكل عليه ولكن في نفس الوقت نسعى للحصول على ما نرغب ...
وأقتبس
كلام لوسي الأم التي في يوم الحادث الذي أصاب زوجها انشغلت عنه ولم تودعه كعادتها،
حتى تصبح الأمور البسيطة البديهية، كبيرة جدا عندما يفوت الأوان :
" Such
little things- and what big things they became when it was too late"
( صفحة
166)
أنهيت القصة وأنا أطفئ الأنوار مع أصحاب المنزل عند
الناصية بعد أن تعود الأمور كعادتها في السابق : خروج الأب من المشفى ، باميلا إلى
الجامعة ،توني الذي أصبح مسؤولا وجديا إلى
المدرسة بعد تدخل أب الطالب المصاب لإعادته ، ليز تنزع نظارتها بعد تحسنها وكذلك
تقويم أسنانها لتغدو فتاة رائعة وتزيد ثقتها بنفسها ، التوأم ينتقلان لمدرسة واحدة
حتى لا يتفرقان بعد أن عرف الجميع موهبتهما ومقدار تحملهما للمسؤولية ، عودة غريتا
إلى المنزل للمساعدة ... وفي تلك الليلة
خلد الجميع للنوم تحت سقف المنزل عند الناصية لكن كأسرة متحدة هذه المرة كما ينبغي أن تكون جميع الأسر ...
هو كتاب استحق ما أمضيته من وقت بين صفحاته ( 271) صفحة
، ككتاب عائلي ممكن أن تقرأه كل الأسرة على الرغم من تكرار الجمل نفسها في وصف بعض
الشخصيات : كالتوأم و ليز ، الذي قد يعتبره البعض
حشوا بلا ضرورة ...
****
بقلم :مؤيدة بنصر الله / نادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق