قصة - مثل - عربي - الصيف- ضيعت - اللبن - هذا- ومذقه - خير-
" الصيف ضيّعتِ اللبن"
مثل عربي شهير ، يُضرب فيمن ضيع الفرصة، وفوت الغنيمة..
هذا المثل يُضرب لامرأة تزوجت رجلاً شهماً كريماً، فكان يغدق عليها طعاماً وشراباً ولبناً سائغاً للشاربين، مع حسن معاملة وإجلال وإكرام، لكنها لم تقابل ذلك باعترافها بالنعمة، وشكرها لها، وانتفاعها منها،وحرصها عليها، بل قابلت ذلك بإعراض وتضييع، وبجحود وإنكار، فكانت العاقبة أن طلقها..
ثم تزوجها غيره، فلم تجد عنده يداً مبسوطة بالكرم، ولا وجهاً مشرقاً بالسرور، ولا معاملة محفوفة بالإعزاز والإكرام، فتندمت وتحسرت على ما فات عليها، وما ضاع منها، لكنها لم تنح باللائمة على غيرها، وإنما خاطبت نفسها تذكرها تفريطها، وتبين لها سوء تدبيرها، فقالت:
(الصيف ضيعت اللبن)،
ومضى مثلاً لكل من أضاع الفرصة، وفرط في الغنيمة ..
***
وهناك قصة أخرى مشابهة لهذا المثل :
يروى أن امرأة تدعى دختنوس بنت لقيط بن زرارة كانت تحت عمرو بن عداس , وكان شيخاً كبير السن فكرهته لسوء أخلاقه وطبعه وشكله فطلقها , ثم تزوجها فتى جميل الوجه من قبيلتها ذو إبل وماشية وخير وفير.
وبعد سنة على زواجهما أصاب القرية قحط فأجدبت الأرض وقلّ العشب فأصبحت الماشية لا تدر لبناً فبعثت دختنوس بنت لقيط إلى زوجها السابق عمرو رسولاً تطلب منه مذقة لبن
( شيئا يسيرا من الحليب ) فقال عمرو لرسولها:
ابلغ سيدتك قولي هذا : ( في الصيف ضيعت اللبن)
فلما رجع الرسول وجدها جالسة بالقرب من زوجها , وقال لها ما قاله عمرو , فضربت يدها على منكب زوجها وقالت :
(هذا ومذقه خير)
تعني أن هذا الزوج مع عدم اللبن خير من عمرو , فذهب قولها مثلاً يضرب لمن قنع باليسير إذا لم يجد الكثير , وذهب قول عمرو لمن يطلب شيئاً قد فوته على نفسه .
واتسع استخدام المثل فصار يضرب على كل من يفوت على نفسه فرصة هو قادر على استغلالها ويبقى يندب حظه أو طالباً إياها ولكن بدون جدوى, وقد ورد في المثل كلمة الصيف لأن طلاقها منه كان في فصل الصيف .
*****
تجميع مؤيدة بنصر الله / نادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق