هناك من قال محض اسطورة,,,
و من قال بل تحدث كل يوم في سائر ارجاء المعمورة.!
و من قال بل تحدث كل يوم في سائر ارجاء المعمورة.!
يحكى أن,,,,
عنده لكل صبيحة يوم ثوب مخصوص، مطرز من
الياقوت و الزمرد فصوص فصوص، قيل محال أن يفنى كنزه ولا هو بمنقوص.
قصره الفاخر لا تضم اروقته دولابا، هو ليس له
في حاجة، فهو لا يكنز ثيابا.
و من خلفه شعبه، شتى الوان المهانة ذاق، شب و
نما على الجوع و طأطأة الأعناق، الرضا و الخنوع ديدنه و إلا شُد عليه الوثاق.
هيا,,, شنفوا اذان مليككُم بمعسول الثناء، للتأكيد
على ديمومة التأييد و الولاء,,
هيا اطربوني و اشدو بجمال حاكمكم المتأنق، و
يا ويحه من يقول ذاك تملق.
جيل بعد جيل، يتعالى الهتاف,,,مليكنا مليكنا
، أنت أنت، غايتنا و المراد من رب العباد، و دونك حياتنا علقم و سم زعاف.
مرت أعوام و أعوام، و الحال على نفس المنوال،
إلى أن سمع به معدم محتال...
فجاء من أقصى المدينة يسعى،و قال ادخلوني على
البلاط، أنا اسمي ماهر و عملي خياط، و بهاء مليككم بي وحدي مناط، له عندي ثوب أبدا
لن يشبهه سائر الأنماط.
قالوا على الرحب و السعة، حللت أهلا و نزلت بنا سهلا، و هل يؤرق مضجعنا إلا
بهاء مولانا...
قال آتُونِي من كل النفيس أصناف و ألوان، و من الحرير و
الذهب و الزبرجد و المرجان، و من كل ما خُلق
ما هو ذو قيمة و شأن، أحيك للمليك ثوبا لم يرى مثله في العالمين انس ولا جان.
فقط تدركه أبصار ذوي الحكمة و الألباب، يتجلى لكل متقن و من للحظة الحساب يرتاب.
و إن توارى عن الأحمق فلا تثريب عليه، فما
كان من أمره إلا صنيع يديه.
و لا تنسونا بالدسم من الطعام، و اللوزيج و
حلو الشام، لعمري فمثلكم ضيفه لا يضام.
نزل الخياط المحتال، ضيفا معززا مكرما ببرج عال، لشهور يهرج و يمرج و يدعي "احيك ثوبا حسنه لن يخطر على بال"،
و في ليلة أكتفى فيها بما قد نال.
قال:
يا حاجب، اشهد، إني انتهيت و اكتفيت، فاجعلني
صباحا بين يدي مولانا، البسه ثوبا به يزدان
قالوا: هيا,, إلى قاعة العرش خذوه، و على
مولانا باكرا أعرضوه
و عندما جاء الصباح، و ضوء الفجر لاح، دلف
المحتال القصر باسط ذراعيه، و كأنه يحمل ثوبا ثقيلا عليه.
و بين يدي السلطان، زف له خبر أن وقت الأناقة
قد حان,,,
لا لا ,,,عفوا سيدي ،مُد يديك الكريمة,,
نعم، هكذا,,, و رجليك المهيبة
في
غضون لحظات، كان المحتال قد البسه الخيبة، و فر بالزكائب المحملة بلا أمل في آيبة.
كل من رآه قال يالا العجب، أهو قصور في البصر
أم من فرط النصب.
فقير وزير الكل قال:
ويحي,,,,
إن قلت لا أرى سأكون من الجهلاء أو في زمرة الأعتاء، و حينها ليس لي إلا السياء.
و ما كان من السلطان إلا كما من الشعب قد كان،
ارتدى الوهم و قلبه به من الصميم فرحان، ارتدى خيبة لم ترد لمثله على مر الزمان،
خرج على شعبه يميس بخيلاء و هو في الأصل عريان.
و راح الشعب يردد و يصفق ، يعيش قائدنا النيق
الأنيق، يعيش مليكنا المهيب الهمام
يعيش يعيش مليكنا، بعقله الراجح يعيش، ليته الف سنة يعيش..!!!
نسرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق