المختصر من كتاب
المنتقى من أمثال العرب و قصصهم
للكاتب/ سليمان بن صالح الخراشي
أتتك بحائنٍ رجلاه
صاحب هذا المثل هو: الحارث بن جبلة الغساني، قاله للحارث
بن عيف العبدي، و كان قد هجاه، فلما غزا الحارث بن ماء السماء، كان ابن العيف معه،
فقُتل المنذر، و تفرقت جموعه، و أسر ابن العيف، فأتي به إلى الحارث بن جبلة، فعندها
قال: أتتك بحائن رجلاه، يعني مسيره مع المنذر إليه، ثم أمر الحارث سيافه الدلامص
فضربه ضربة دقت منكبه، ثم برأ منها و به خبل.
وقيل: أول من قاله عبيد بن الأبرص حين عرض للنعمان بن
المنذر في يوم بؤسه و كان قصده ليمدحه، و لم يعرف أنه يوم بؤسه، فلما انتهى إليه
قال له النعمان: ما جاء بك يا غبيد؟ قال: أتتك بحائن رجلاه، فقال النعمان: هلا كان
هذا غيرك! قال: البلايا على الحوايا، فذهبت كلمتاه مثلا.
أنا ابن بَجدَتِها
أي أنا عالم بها، و الهاء راجعة إلى الأرض، يقال: عنده
بجدة ذاك، أي علم ذاك، و يقال أيضا: هو ابن مدينتها، و ابن بجدتها، من مَدَنَ
بالمكان و بَجَدَ، إذا أقام به، فكان قولهم: أنا ابن بجدتها، أنا مخلوق من ترابها
إذا عز أخوك فَهُن
معناه مُياسرتُك صديقك ليست بضيم يركبك منه، فتدخلك
الحمية به، إنما هو حسن وتفضل، فإذا عاسرك فياسره.
و يقال إن المثل لهذيل بن هبيرة التغلبي، و كان أغار بني
ضبة فغنم فأقبل بالغنائم، فقال له أصحابه: اقسمها بيننا، فقال: إني أخاف إن
تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب، فأبوا، فعندها قال: إذا عز أخوك فهن، ثم نزل
فقسم بينهم الغنائم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق