"وَأَعِدُّوا لَهُمْ
مَا اسْتَطَعْتُمْ
مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ
عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ
اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ
إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ"
من وحي الازمة ,,
متى يتوجب على الشخص حمل السلاح و تقديم روحه
فداء ..!!؟
لماذا لا نوفر ارواحنا و لا نبذلها سوى
لإرهاب عدو الله و عدونا ..!!؟
هل كل من أمسك بيديه السلاح ,, نطلق عليه لفظ إرهابي ..!!؟
مسلم مسيحي , شيعي سني , علوي درزي ,
اخواني سلفي , ليبرالي علماني .
طوائف و مذاهب يضمها وطن عربي لكنها اصبحت
تقف لبعضها بالمرصاد و تستحل دماء بعضها بلا شفقة أو تروٍ.
كل طرف يرى أن القتلى في صفوفه شهداء , كل
طرف يرى نفسه على حق و الأخر على باطل .
الإرهاب او إرهابي ,,هو وصف اكاد اجزم أنه ما عاد يمر يوم و لا يسقط في أذني أو أذنك من هذا أو ذاك
, فقد أصبح تهمة من لا تهمة له لمجرد وجود خلافا فكري أو اختلاف في
التوجهات أو المذاهب بين أحدهم و الأخر.
و ربما هذا الوصف بات أكثر الوصوف و النعوت المتبادلة بين المختلفين احتراما .
فلا يخلو تعليق على مقال سياسي أو ديني بصحيفة أو منشور بمواقع
التواصل الاجتماعي إلا و نجد به من الاتهامات و الالفاظ ابشعها و افظعها .
لماذا يعطي هذا أو ذاك لنفسه الحق بأن يُقذع الاخر لمجرد وجود خلاف في
الرؤى
و كيف انجرف مجتمعنا العربي إلى سياق الفرقة
بهذا الشكل
قالوا نطالب بالتغيير ,, إنه ربيع عربي ,,,
لكن من ما حدث ندرك أنه لا تغيير ,, القيادات
و السياسات و احدة و إن تغيرت المسميات بعض الشيء, تشير النتائج إلى أنه ما كان ربيعا عربيا قط و كيف له أن يكون
ربيعا و ما جنينا أو حصدنا ثمارا و لا يمر يوم إلا و تتساقط فيه زهور الأوطان تحت
اقدام الدبابات و المدافع .
تلك كانت حرب القرن ,, نعم حرب القرن ,, حرب
لكن بقاييس و مواصفات تتلائم مع وجه المدنية و الحضارة المُدعى من قِبل اعدائنا .
حرب بأيدينا , حرب نحن فيها الجاني و المجني
عليه .
عبر سنوات درس اعدائنا نقاط ضعفنا و لم يكن
من الصعب عليهم اكتشاف حقيقة تعدد طوائف الوطن العربي من حيث الفكر و المذهب
بالاضافة إلى الافتقار إلى ابسط حقوق الفرد و هي التعبير عن الرأي أو الاعتراض ,,, و قد كانت تلك هي النقاط التي
مارس الغرب حولها الاعيبه.
فأشعلوا بشكل أو بأخر فتيل الفرقة
حدث ذلك عندما قامت الثورات في
انحاء الوطن العربي
و
بينما كان الهدف من هذه الثورات هو البحث
عن مستوى معيشي افضل و تطهير الكراسي من الفساد على ايدي زبانية أوطان توارثوها فيما بينهم و
كأنها من ممتلكاتهم الشخصية و على مر التاريخ لطالما زادت ارصدتهم في البنوك على حساب قوت الشعوب.
بينما
اتسعت هوة الخلاف و الشقاق بين الطوائف
التي كانت يوما متوائمة و منسجمة فيما بينها لتروى أرض الاوطان بدماء شبابها النازفة من جميع الاطراف , فتزهر في
بقاع اخرى من الارض ثمار النصر بينما نجني نحن فقط الخيبة و الخذلان .
هنا مضطرين للانقياد بإرادتنا خلف نظرية
المؤامرة ,, علها تجمع من شمل الفرقة و ترأب صدع الانشقاق .
كان هذا على وجه العموم و الشمول
و إن اتخذنا الاوضاع بمصر تحديدا كمثال,,,
مصر دولة من ضمن الدول العربية , تتمتع بموقع
و مناخ لا يُنكر روعتهما , تطل على البحر الاحمر بخيراته من الغرب و على البحر
المتوسط بكنوزه من الشمال و يمر بها أعظم أنهار الأرض من بدايتها و حتى نهايتها ,
بمفردها تتمتع بثلث أثار العالم القديم , قناة سويس ,ثروة بشرية , معادن , غاز
طبيعي.
برغم كل ما سبق من النعم و الخيرات و أكثر
نجد أن مصر كدولة دائما و على مر التاريخ غارقة في الديون , تعاني من سوء الأوضاع
الاقتصادية , يلجأ فيه الصفوة و الكوادر إلى الترحال في أرض الله بحثا عن لقمة
العيش و المعيشة الادمية الائقة.
عاش الشعب المصري فترة من الزمن بكل طوائفه
في حالة من التفاهم و التصالح و إن كانت تشب نار الفتنة بين الحين و الاخر بطرق
مفتعلة و حتى الان لم يثبت التاريخ المسؤول عنها بشكل مؤكد .
على مدى الحكم السياسي و بعد الملكية لم
يبارحنا رئيسا الا و قد ذهب على غير إرادته إلى لقاء ربه.
و عندما لاح بالأفق فكر التغيير على إثر سوء
الأوضاع بالشكل الذي تعذر معه التحمل , و اثناء حكم مبارك لمدة ثلاثون عاما انتشرت
فيها الطبقية , و إزداد فيها بعض شرائح الشعب غنى بينما سحق الفقر البعض الأخر.
توحد الشباب بجميع طوائفه و مذاهبه على قلب
رجل واحد أمام رموز الفساد و بُذل من الأرواح الكثير حتى تسنى لهم إزاحة النظام
الذي عشش في قصر الرئاسة حتى ظننا أنه من تفاصيله و أن رحيله معجزة لن تتحقق ابدا.
و كان للجيش المصري في هذه المرحلة الفضل
الكبير في وقف إراقة مزيدا من دماء الشباب و رحيل النظام.
برحيل نظام مبارك فُتحت ملفات الفساد و تمنى
الشعب محاكمته عن تبديد ثروات الوطن و الاستيلاء على ممتلكاته .
ايضا على الجانب الأخر اصبحت الساحة السياسية
فارغة من شخصية مناسبة تجتمع حولها الأراء, ربما بسبب سنوات و سنوات عاشها الشعب
المصري كغيره من الشعوب العربية في ظل قمع الحريات و الدكتاتورية و الزيف و
التضليل .
هنا بدأ العبث ,,,, عندما تسربت الثورة من
بين أنامل شبابها ,,,
توالت الأيام ,, صعد إلى الحكم أنظمة و
قيادات مختلفة , صدرت قرارات و خبا أخرى , و هكذا و هكذا ,,
بات الشقاق هو عنوان المرحلة , تنازعت
الاطراف فيما بينها , كل طرف يرى نفسه على حق و أولى بالسلطة , و في غضون ذلك,, تدهورت
أوضاع البلاد أكثر فأكثر , ضاع الأمن , مات من مات , شُرد من شُرد .
مرت مرحلة تولى فيها الأخوان منصب الرئاسة , مقاعد
مجلس الشعب , معظم مؤسسات الدولة , لكن بسبب سنوات طويلة قضاها الأخوان بمعزل عن
السياسة و بسبب نهج الأستحواذ و قلة الخبرة و ضيق الأفق و التعنت ,, ظلت الدولة
غارقة في الفرقة و الشقاق و باءت فترة حكمهم بالفشل.
تلى ذلك رحيل الأخوان بزعامة مرسي على يد
الجيش و هذا ما تراه بعض الدول يعد انقلابا على الشرعية.
الأن ,,
استلم الجيش قيادة البلاد على وعد أن
تظل مصر دولة مدنية , لكن مشاهد الدبابات التي هجرت الثكنات و انتشرت بشوارع
المحروسة تقول غير ذلك ..!!
استلم الجيش قيادة البلاد و كان شعاره
"فوضوني للقضاء على الأرهاب"
و بالفعل أتحد الشعب من جديد و سلم مقاليد
الحكم لجيشه راضيا مرضيا ..!!
و كانت النتيجة مذابحا و مزيدا من القتلى في
صفوف كل الطوائف و غيابا للأمن في كل محافظات مصر و تحديدا سيناء , مزيدا من
التدهور في الأوضاع الاقتصادية للبلاد , خروج كل رموز الفساد في عصر مبارك براءة من
كل التهم , إعتلاء رموز الفساد مناصب الدولة من جديد , تضيق الخناق حول
الثوارالشباب , قمع للحريات , تعتيم اعلامي , تزيف للوقائع و الاحداث , سخط شريحة
كبيرة من المؤيدين لحكم الجيش سابقا.
و يبقى الحال على ما هو عليه , و على المتضرر
أن يبحث عن جدار يطرق رأسه به ,, و عله يجد..!!
هنا أقول و الحزن و الأسى يدمي قلبي,,,
ليتنا نتوقف و لو قليلا عند نقطة في المنتصف لنمارس فيها التفكير
و التأمل حتى يتوقف نزيف الدم و نتعلم أن
كل الدم حرام.
"اليس منكم رجل رشيد"
نسرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق