قصة- قصيرة - رياح- خرافة - صداقة -
خُرافة
- فلنكن صديقتين !
خُرافة
في يوم ما ، لا زمان و لا
مكان ... سمعت همسا وشهقات و وشوشات ...
أطلَّت بفضول من نافذتها فلم ترَ إلّا جدار الصّخر شامخا صلدا أمام شباكها بلونه البركانيّ النحاسي وكأنه احتوى تاريخ الأرض ثم تقوقع عملاقا حارسا لما بداخله ، ولم تسمع إلا أنين الريح يصفر في الخندق الضّيق بين الجدار وبيتها كبحَّات أنين نايٍّ شجيٍّ ...
أطلَّت بفضول من نافذتها فلم ترَ إلّا جدار الصّخر شامخا صلدا أمام شباكها بلونه البركانيّ النحاسي وكأنه احتوى تاريخ الأرض ثم تقوقع عملاقا حارسا لما بداخله ، ولم تسمع إلا أنين الريح يصفر في الخندق الضّيق بين الجدار وبيتها كبحَّات أنين نايٍّ شجيٍّ ...
وبخفة أنامل ساحر دفعت الريح مصراعي نافذتها ، وعبثت بخصلات شعرها ، وهمست في
أذنها :
- فلنكن صديقتين !
عاهدت الريحَ على الصداقة
، وفي كلّ يوم كانت صديقتها تنقر درفتي
نافذتها بأنامل خفية ، وتصبُّ حكاياتها في أذن الفتاة كغقيق نبع انفجر من جوف الحجر
، ثم سال في فجوات الدرب يروي عشبا وبذورا خبأها إصرار الحياة بين مفاصل الصخور
....
ومرَّت الأيام والريح تحُتُّ في صخور الجبل فيتآكل
ببطء ، والسّيل يجرف معه فُتات الصّخر هادرا مع وابل المطر ، حتى هوى الجدار الحجري
أمام نافذتها ، فصار المكان أمامها مفتوحا إلى اللا حدود ...
منذ ذلك الوقت لم تعد تسمع حكايات وهمسات الريح ، ولا نشيج نايها وأنينها المكتوم الذي بات مألوفا ومؤنسا لها كوشاح يحميها من السَّأم والضجر ، فنادت صديقتَها متسائلة مرارا وتكرارا ... ولم يرد أحد ....
منذ ذلك الوقت لم تعد تسمع حكايات وهمسات الريح ، ولا نشيج نايها وأنينها المكتوم الذي بات مألوفا ومؤنسا لها كوشاح يحميها من السَّأم والضجر ، فنادت صديقتَها متسائلة مرارا وتكرارا ... ولم يرد أحد ....
ثم طفقت تبحث عنها عابرة الجغرافيا الواسعة التي امتدت على مدى البصر ، حتى
وصلت إلى جدار من الصخور عند حافة جبل بعيد ، نادت فردّ الصدى نداءها خاويا نائحا ...
إنه صوتها ، وهذا صداه ،
و تفاجأت عندما اكتشفت ، أنَّ كلَّ ما كانت تسمعه من همسات وحكايات لم يكن إلا صدى
صوتها وأيامها في جوف عمرها !!!
فهل كانت صداقتها مع
الريح خرافة ؟!!
*****
بقلم : نادية / مؤيدة بنصر الله /
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق